صلاح حبيب

ما بين صحافة (الأيام) وصحافة الإنقاذ (2)

سلمت الخطاب للأستاذ “أسامة سيد عبد العزيز” رئيس قسم التحقيقات، لم أسأله ماذا جاء في الخطاب الذي كتبه له الراحل الأستاذ “حسن ساتي” رئيس التحرير، ولكن سألني سؤالين، قال لي أنت هلالابي ولا مريخابي، ثم سألني إلى أي التيارات السياسية تنتمي، قلت له أنا صحفي وليس لدي أية علاقة بالتيارات السياسية، أما لوني الرياضي فأنا هلالابي، ضحك ثم سألني أين تسكن، فقلت له الثورة.
الأستاذ “أسامة” ابن الشاعر العملاق “سيد عبد العزيز” يمتاز بالبساطة ويميل إلى الحكي والونسة، جئت وأنا شغوف بمهنة الصحافة وكنت مندفعاً لأقدم عملاً جيداً، ولكن يبدو أن الأستاذ “أسامة” إما ناقمين عليه من قبل إدارة التحرير أو محبط من النظام، ولذلك كلما أقدم له فكرة لعمل تحقيق يقول لي انتظر. ظللت لفترة جالساً لا أقدم أي عمل إلى أن تحررت من تلك القيود (الأسامية). وبحكم علاقتي مع طلبة طب عين شمس بدأت في إجراء حوارات مع بعض الأطباء، وساعدني في ذلك البروفيسور “جعفر بن عوف” اختصاصي الأطفال ووجهني لإجراء بعض الحوارات المتعلقة بالمجال الطبي خاصة الأمراض المتعلقة بالأطفال، فقدمت سلسلة منها مع اختصاصيين أذكر منهم الدكتورة “محجوبة محمد صالح” والدكتور “عمر موسى محجوب” اختصاصي الأطفال بمستشفى الأطفال آنذاك، والذي تحول الآن إلى مستشفى “جعفر بن عوف”.
في (الأيام) لم تكن الزهور مفروشة بالنسبة لي فكنت متعاوناً مثلي ومثل الزملاء “إنعام محمد الطيب” و”صباح محمد آدم” و”عواطف صديق” والراحل “زين العابدين أحمد محمد”، كنا من الخريجين الجدد عدا “زين العابدين” لم نسمع أن تعيين الصحفيين كان يخضع لقائمة ترفع للاتحاد الاشتراكي، ولكن الأمر كان بيد الأستاذ الراحل “حسن ساتي”، فتم تعيين الأخوات الثلاث “إنعام” و”صباح” و”عواطف”. ظللت لفترة متعاوناً وفجأة تم الاستغناء عن بعض الزملاء رغم عدم الاستغناء عني، ولكن لم أجد اسمي في كشف المرتبات. استمريت لثلاثة أشهر دون أن أصرف مرتبي، وفي مقابلة مصادفة مع الأستاذ “حسن ساتي” قلت له يا أستاذ لم أصرف مرتبي لثلاثة أشهر، فقال لي ليه قلت له والله ما عارف، فاتصل مباشرة بالمدير المالي وكانت وقتها الراحلة “إلهام جبارة” والدة الأستاذة الزميلة “ابتهال إدريس” بالزميلة (الانتباهة). اتصل الأستاذ “حسن” بـ”إلهام”” ووجهني بالذهاب إليها فوراً بمكاتب (الأيام) ببحري، وعندما وصلتها وجدت مرتب الثلاثة أشهر في انتظاري.. واصلت عملي بالأيام فتحللت من قسم (التحقيقات) وشاركت في قسم (المنوعات)، فكان للأخ الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” دور كبير في استقراري بقسم (المنوعات)، إلى أن لاحت لي الفرصة الكبيرة التي نقلتني من قسم (المنوعات) إلى قسم (الأخبار)، فجاء الاختيار من الأستاذ “أحمد البلال الطيب” رئيس قسم (الأخبار) ومن ثم طلب مني الأستاذ الراحل “حسن ساتي” أوراقي للتعيين ثم طلب مني أن أخبر الزميل “محمد لطيف” بتقديم أوراقه للتعيين.
نواصل..