أنا تعبان ممكون (ATM) !!
* صار الاعتماد على أجهزة الصراف الآلى في الحصول على النقد مضيعة للزمن وتبديدا للطاقة والجهد والمال، فبين كل اربعة أو خمسة أجهزة هنالك جهاز واحد فقط صالح للاستخدام أو به نقود، وعليك ان تهدر الكثير من الوقت والجهد قبل ان تعثر عليه، بالإضافة الى ان معظم الأجهزة متوقفة عن طبع الايصالات بدون أن تجد من يهتم بها!!
* المشكلة معروفة وهي تكمن في اهمال الصيانة الذى يلازم كل جوانب حياتنا، وليس فقط أجهزة الصراف الآلى، فكل شيء عندنا يبدأ جميلاً ثم يخرب بدون ان يهتم باصلاحه او بصيانته احد، أنظر حولك وسترى أشياء كثيرة جداً، إن لم يكن كلها، تنطبق عليها هذه الخاصية التي نتميز بها عن كل الدول والأجناس الأخرى، ولا أشك اطلاقا أنها ماركة مسجلة باسمنا) ومادة جينية ( نتوارثها جيلا عن جيلا وكابرا عن كابر، وهي تتفاقم كل يوم!!
* خذ مثلا إنارة الشوارع، أو إشارات المرور، إذا إنطفأت لمبة، فلن يُكتب لها أن تضئ مرة أخرى، إلا إذا كان العمود الذى يحملها يقع بالقرب من فيلا مسؤول كبير او على مقربة من مبنى مهم كالقصر الجمهوري، أو نادراً جداً إذا حلت ذكرى مناسبة عزيزة على نفوس أصحابها والمنافقين )كثورة ۳۰ يونيو مثلا ( عندما ينشط البعض لرفع اعلام السودان وتغيير بعض لمبات الشوارع، خاصة إذا كان برنامج الاحتفال يتضمن زيارة رئيس الجمهورية أو أحد كبار المسؤولين!!
* في اي مكتب حكومي بلا استثناء إذا كُسرت) رِجل ( تربيزة فلن تجد من يضمدها او يستبدلها إلى أن تُشيّع الطربيزة نفسها الى الحوش الخلفي، وتظل تتحمل سنوات طويلة شمس الصيف وزمهرير الشتاء وأمطار الخريف حتى ترضى عنها الأقدار أخيراً وتجد من يلقي بها في الزبالة او يبيعها لمتعهد) خردة ( بتراب الفلوس، وقس على الطربيزة وساقها أشياء كثيرة أخرى كالأدراج وأبواب الدواليب ومبردات الماء، وأجهزة الكومبيوتر التي تستوردها الحكومة خصيصا لتسلية الموظفين بلعب الكوتشينة!!
* كل هذا كوم ومواسير المياه العامة كوم آخر، حيث لا يلتفت إليها أحد إلا بعد أن تُغرق نصف المدينة، والغريب أن هيئة مياه المدن لا يحلو لها استبدال مواسيرها التالفة إلا بعد رصف الطرق وكأن الغيرة تصيبها فتسعى لاصلاح مواسيرها نكاية في هيئة الطرق، ثم تترك الحُفر في مكانها الى أن تقوم قيامة الشارع وتقوم معه قيامة السيارات، وبما أن رصف الطرق وصيانتها قد توقفا الآن تماما بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة والإفلاس الحكومي، وتحولت كل الشوارع إلى (حُفر تعانى من وجود بعض الظلط فيها، على رأي كاتبنا الكبير حساس محمد حساس الشهير بالدكتور محمد عبدلله الريح) ، لم تعد المواسير تجد من يغير عليها ويُغيّرها، فتحولت الشوارع الى منتزهات طينية للترفيه عن السكان وتطيين حياتهم!!
* دعكم من الممتلكات العامة، وتأملوا حال ممتلكاتكم الخاصة، كم حنفية سالت دموعها انهاراً حتى تعطُف عليها اصحابها بالاصلاح او الاستبدال، وكم (فضية عدة) ظل بابها يتأرجح حتى تأرجحت هي إلى الجحيم، وكم إشارة عربة مر عليها الزمن وهي مكسورة حتى رضى صاحب العربة عنها واشترى لها لمبة او (تبخة) جديدة، أو ظلت على حالها كسيرة النفس حتى سيقت العربة نفسها الى الدلالة غير مأسوف عليها، وكم مروحة سقف ظلت تئن وتصرخ بدون ان نحاول معرفة سبب الأنين حتى أضربت عن العمل، وكم حائط أصابه الجدري بدون ان نلتفت اليه حتى لم يعد يتحمل الوقوف، وكان ذات يوم الحارس الأمين لنا من أعين الفضوليين!!
* كل حياتنا إهمال كبير، ولكننا كنا نتوقع أن تكون أجهزة الصراف الآلى أفضل حالاً بما أنها مكان النقود، وتملكها وتديرها وتشرف عليها البنوك، بالتعاون مع كبيرهم بنك السودان، ورائدة الاتصالات في السودان (سوداتل)، ولكنها للأسف لم تنج من ماركتنا المسجلة والحامض النووى السودانى الشهير – (DNA) (دايرين ننوم أختونا)، فشاخت قبل يومها، وصارت مضيعة للوقت والجهد والطاقة،ومجلبة للتوتر وارتفاع الضغط وضيق الشرايين !!