سعد الدين إبراهيم

سهرة الخميس


{ عصر النكسة:
ازدهار الفنون والآداب هو الذي نهض بأوروبا فأنجزت عصر النهضة العظيم.. بالتالي انحطاط الفنون والآداب هو الذي يقعد بنا.. فلا تحريض على نهضة ولا تجويد في الصور والأخيلة فتصبح الأمور مجانية.. تأملت أغنية بعث بها شاعرها للتصديق لها بالتغني وأسميه (شاعراً) لأنه يعرف الوزن والموسيقى وصناعة الأغنية.. لكنه توسل بمفردات وصور وأخيلة ممعنة في اللغو وسقط القول.. تقول كلماتها أو مطلعها:
يا قلبي شوف عبطا
زولتي البريدا شديد
دقتني بي شبطا
قايلاني واحد عُر
يا قلبي منها كُر
بكره الليالي تمر
تلقى الضحك شرطا
أي والله.. هذا نص.. ترى أي عصر تعيشه؟!
{ حسبي الله:
بسبب عملي في المنزل أصاقر في أيام قنوات التلفزيون الفضائية وأتجول عبرها، غثها وثمينها.. أشاهد قنوات ضامرة الخيال.. بشعة الصورة.. وأشاهد أخرى آية في البهاء.. كلها إلا فيما ندر تكرس للجهل والأيديولوجيات البغيضة.. في قناة تروج للإلحاد أطل شيخهم يتحدث عن صمود الملحدين لكني لاحظت أنه يقسم بالله مرات.. ما يجعله يبدو متناقضاً.. وأشاهد برامج دينية يتصدر الحديث فيها دكاترة.. ويهرفون بدجل وبعض الشعوذة.. أشاهد البرامج السياسية مع أن خطابها مكرس لنفي الآخر.. أعود لفضائياتنا.. هناك قناة معينة كل مرة تفتحها تلقى مذيعات جدد مما جعلني أعتقد أنهن بنات الحلة.. ينادوهن يا فلانة عليك الله تعالي قدمي لينا الفقرة دي فتلفح ثوباً وتجي للإطلال علينا.. بعد أن وضعت الـ(ميك أب) على عجل فكان بدائياً.. يخيل لي أن هنالك مذيعات ومذيعين يحضروهم من بيوتهم وتوش على الأستوديو.. أين حُرمة الإعلام.. أين هيئة المهنة.. وما ضرهم لو اكتفوا بمذيع واحد أو مذيعة واحدة حتى يتم تدريب الجدد؟؟
{ سؤال:
شنو حكاية الشفع البجيبوهم يقروا نشرات الأخبار ديل وهم ما زالوا طلبة في الجامعات.. هل هي قنوات للتجريب والتدريب؟
{ مليارات:
الفنانة “إنصاف مدني” قالت كلاماً غريباً إن سبعة ملايين بالقديم استلفتها أخذت تنمو فوائدها إلى أن وصلت إلى سبعة مليارات.. هل هناك حاجه زي دي.. هو اعتراف بممارسة ربوية فاقت تاجر البندقية.
{ ضيوف وزمن:
صباح الاثنين تابعت في قناة (الشروق) ضيفاً جميلاً الدكتور “كمال يوسف” يتحدث عن هموم الموسيقى والغناء وفرق الموسيقى البحتة.. وفي قناة (النيل الأزرق) الممثل والنجم الكبير “جمال عبد الرحمن” يتحدث عن همّ الدراما ويتأسى على دراما الإذاعة وعلى موسميتها في التلفزيون، كلاهما قال كلاماً مهماً لكن من يتابعه في هذا الوقت الصباحي؟؟ هذا مكانه برامج متخصصة في أزمان معينة ليتابعها من يهمهم الأمر.
{ مالو؟:
هذا المذيع رغم ثقافته الجيدة ولغته السليمة وملابسه الأنيقة لم يجد قبولاً.. ولم يتطور قيد أنملة.. مالو يا ربي؟!