تعيين مشار .. هل تنطفىء نيران الحرب ؟
في الوقت الـذي تصاعدت فيه الاتهامات بين طرفي النزاع بجنوب السودان بتأخير إنفاذ اتفاق السلام الموقع في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وأعلن فيه رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة أنه لن يعود إلى جوبا، مالم يتراجع الرئيس سلفاكير عن قرار إنشاء 28 ولاية بالدولة الوليدة، أصدر كير قراراً قضى بتعيين مشار نائباً أولاً لرئيس الجمهورية إنفاذاً للاتفاق ليأتي جيمس واني إيقا في منصب النائب الثاني للرئيس، وهي ذات المواقع التي كان عليها الحال قبل اندلاع الحرب الأهلية.
لتأكيد جدية الخطوة ربما، فقد سارع إيقا لأداء القسم أمس أمام رئيس البلاد نائباً له، فيما لازال النائب الأول مشار في الخارج ، وقد حضر جيمس واني مع سلفاكير اجتماعاً مطولاً له مع قيادات القوى السياسية المعارضة والموالية لمناقشة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تعتبر خطوة أخرى من خطوات تنفيذ اتفاق السلام ، شمل د.لام أكول رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي ودينق ألور وجون لوك من مجموعة العشرة التي تضم باقان أموم بجانب مارتن اليا من الأحزاب المتحالفة مع الحكومة..
الصحفي والمحلل السياسي السوداني عمار عوض المتخصص في شؤون جنوب السودان المقيم ببريطانيا، قال لـ«آخرلحظة» أمس إن تعيين رياك مشار هو خطوه متقدمة في تنفيذ اتفاق السلام في دولة الجنوب وأتى في وقت مناسب، نسبة لأن الاتفاقية تترنح وتقترب من الفشل وإن هذا التعيين يمكن أن يضخ كثيراً من الدماء في شرايين الاتفاق.. ومن ناحية أخرى يعد تجديد التزام حكومة جوبا بتنفيذ البنود كما أنه يمكن أن يشكل نوعاً من الضغط على رياك مشار للعودة إلى جوبا والشروع في تكوين الحكومة القومية ودخول الاتفاق أرض الواقع.
عمار تابع قائلاً من الواضح أن حكومة جوبا ضاقت ذرعاً بتحركات مشار الخارجية والتي شملت مصر والسودان ويوغندا وأثيوبيا هي دول مفتاحية في أفريقيا ويمكن أن تشكل ضغطاً على سلفاكير للتراجع عن قرار 28 ولاية والذي كان نقطة أساسية يثيرها مشار في كل زياراته الخارجية، وسلفاكير بهذا التعيين سيربك حسابات مشار ويجعله عرضة للضغوط الخارجية للعودة إلى جوبا، مسترسلاً أنه في حال رفض مشار سيكون في نظر القوى الدولية أنه يعرقل تنفيذ الاتفاق.. واستدرك عوض بقوله لكن الإشارة الجيدة كانت في تصريح مشار لقناة بي بي سي الإنجليزية بأنه سيعود قريباً جداً إلى جوبا، وهي بشارة جيده باتجاه تنفيذ الاتفاق، و على الطرفين الترفع عن مطالبهم المحدودة والنظر باتجاه مصلحة شعب الجنوب وحوجته للاستقرار ومداواة الجروح التي نتجت من الحرب.
الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإأستراتيجية قال في حديثه للصحيفة عبر الإنترنت إن هذه الخطوة تعد تطبيقاً لاتفاق للتسوية السياسية الموقع بين للطرفين بر عاية امريكية واشراف من دول الإيجاد، وزاد رغم أن اتفاق التسوية هش لاحتوائه على مناطق غامضة ، إلا أن التعويل على أن التطبيق قد يكسب الأمور قوة دفع في اتجاه إيجابي، خاصة بعد أن تكبد الطرفان خسائر فادحة..
الحركة الشعبية المعارضة بقيادة رياك مشار رحبت بقرار التعيين وقالت على لسان نائب ناطقها الرسمي العقيد نيارجي جرمللى اننا نرحب بالقرار و نعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح بالرغم من أننا كنا نتوقع أن يشمل بقية الملفات العالقة مثل الـ28 ولاية و الترتيبات الأمنية و إفراغ جوبا من القوات و عملية إعادة صياغة الدستور مضيفا انهم كانوا يتوقعون أن تكون تلك الملفات هي الأولوية لجهة أن تعيين الدكتور مشار لم يكن محل خلاف وقد نص عليه الاتفاق والدستور الانتقالي.
وأضاف جرمللى الذي تمت ترقيته ألى رتبة العقيد قبل أيام أن الطريقة الوحيدة لضمان سلام دائم هي عن طريق تنفيذ الاتفاقية كما هي و ان يتم تنفيذ البنود بحسب الخارطة الزمنية التي نص عليها الاتفاق أما الآن فالحكومة تنفذ الاتفاقية بعشوائية و ذلك بتنفيذ بعض البنود و وايقاف تنفيذ بنود اخري ، مشيراً إلى أن عودة د.رياك إلى جوبا لممارسة مهامه كنائب أول لم تحدد بعد، وقال إنها مازالت مرهونة بتنفيذ الترتيبات الأمنية، خاصة عملية نقل قوات الحركة الشعبية المعارضة إلى جوبا حسب تعبيره.
لؤي عبدالرحمن
صحيفة آخر لحظة