مصطفى أبو العزائم

إخراج المفاتيح من جوف الشيطان(!)


احتضنت قاعة الاجتماعات الكبرى داخل فندق الهوليدي فيلا بـ”الخرطوم” الاجتماع التأسيسي لجمعية الصداقة السودانية البلجيكية، وشهده عن مجلس الصداقة الشعبية الأستاذ “محمد المنعم حاكم” وعدد من العاملين بالمجلس إضافة إلى كثير من المهتمين بأمر علاقات السودان الخارجية، من بينهم البروفيسور “مالك حسين”، وتبودلت كلمات عن أهمية مثل هذه الجمعيات، وتم ترشيح عضوية مجلس الأمناء، كما تم ترشيح رئيس للجمعية على أمل أن يتم استكمال بقية الإجراءات خلال أيام من داخل مجلس الصداقة الشعبية، الذي يبدي اهتماماً بمثل هذه المناشط الشعبية التي تفتح الأبواب المغلقة، ويدخل من خلالها هواء العلاقات المتجدد الذي ينشط رئة التعاون المثمر بين الشعوب أولاً، ثم الدول التي تسعى للتعبير عن مصالح شعوبها.
لم تمر أيام حتى استقبلت “الخرطوم” سعادة الشيخ الدكتور “عبد الله النيادي”، سفير التواصل العالمي ومؤسس ما عرف بخيمة التواصل العالمي، التي انطلقت في كل قارات الدنيا، وفي كل بلدانها تقريباً، وتؤسس فرعاً لها في السودان يقف على رأسه سعادة السيد المشير “عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب”، وينضوي تحت لوائها عشرات من الخبراء والأكاديميين والعلماء ورجال الأعمال، وقد كانت زيارة الدكتور “عبد الله النيادي” لـ”الخرطوم” للوقوف على ما وصل إليه تطور خيمة التواصل وبرامجها، إضافة إلى الترتيب لقيام بطولة (فارس العرب) في السودان تحت رعاية سمو الشيخ “محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان”، والمخصصة للفائزين في سباقات الفروسية والهجن.
جمعنا لقاء ضم عدداً من سفراء الدول العربية الشقيقة، وبعض مديري وأساتذة الجامعات داخل منزل سعادة السيد “حمد بن محمد الجنيبي” سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالسودان، ضم إلى جانب ذلك الحضور السيد السفير الدكتور “عبد المنعم السني”، الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية الذي أبدى اهتماماً بالفكرة، وظل يتابع تفاصيلها – فيما يبدو – مع الدكتور “النيادي”، والتي يعتبرها الكثيرون مدخلاً آخر لعلاقات متطورة مع مختلف دول العالم من خلال هذه الخيمة الواسعة الرحبة، والتي يسعى مؤسسها إلى إنشاء وقيام ثلاثمائة وخمسة وستين فرعاً لها في مختلف أنحاء العالم وقد تحقق من ذلك الكثير.
يوم (الجمعة) الماضي شهدت قاعة الاجتماعات الكبرى داخل فندق “هوليدي فيلا” بـ”الخرطوم” – أيضاً – اجتماعات مجلس الشباب العربي الأفريقي، وهو منظمة عربية أفريقية شبابية تعمل على تقوية الروابط بين الشباب العربي الأفريقي، يرأسها السيد “يوسف الكاظم” من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتولى أمر أمانتها العامة الأستاذ “عوض حسن”، وتم خلال تلك الاجتماعات دعوة عدد من أهل الصحافة والإعلام لتقييم جائزة (أفرابيا) في نسختها الأولى للعام 2015م، وقد شهد هذا الاجتماع التداولي السيد وزير الشباب “حيدر قالو كوما”، وهو وزير شاب، عائد من ساحات الثورة متحمس للتغيير إلى الأفضل، مما سيساعد على إنجاح برامج ومشروعات وأفكار مجلس الشباب العربي الأفريقي الذي أعرف قياداته في الجانب السوداني وهم بمثابة أبنائي، وأعرف قدراتهم وإمكاناتهم وما يمكن أن يقدمون لنظرائهم الشباب في المنطقتين العربية والأفريقية.
في ذلك الاجتماع تقدمت بمقترح بأن تتم زيادة المحاور المخصصة للتنافس، بحيث يضاف محور للتنافس في مجالات الفكر والثقافة وبحث القضايا المشتركة من خلال دراسات وبحوث حول الظواهر والمتغيرات الفكرية والاجتماعية ومحاربة التطرف والإرهاب، وأن يتم لفت انتباه الرأي العام للحدث الكبير من خلال إقامة المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية الضخمة، لأن هذا سيضمن إحياء الفكرة وانتقالها من جيل إلى آخر، ويتم بعد ذلك التقارب المطلوب الذي سيقدم المصالح على كل شيء، ويضمن لنا التواصل الذي لا يريده أعداء العرب ولا يريده أعداء أفريقيا.
هذه الأحداث الكبيرة احتضنتها “الخرطوم” خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع، علينا أن نستثمرها الاستثمار الأمثل، وعلينا أن نحيي الذين بادروا بها وقادوا مقاصدها إلى عاصمة بلادنا، لأن في ذلك فتحاً عظيماً لما حاولت شياطين الإنس أن تغلقه وتبتلع مفاتيحه.