زهير السراج

نوم العوافي !!


* أخيرا زادت الحكومة تعرفة المياه في ولاية الخرطوم، في تحد واضح للشعب المغلوب على أمره، وكالعادة مرر المجلس التشريعي الزيادة، رغم أنها لم تكن ضمن بنود الميزانية المجازة لعام 2016، مما يعد خرقاً لدستور الولاية، وقانون المجلس، وقانون الميزانية، ومبادئ وأسس وأخلاقيات العمل التشريعي التي يجب أن يلتزم بها (البرلمان) في أي مكان في العالم وإلا سقط مهنياً وأخلاقياً، ولكن ليست هذه هي القصة!!
* القصة هي اللعبة السخيفة التي مارستها حكومة الولاية والمجلس التشريعي وهيئة مياه ولاية الخرطوم للتغرير بالناس، فالوالي أنكر قبل أسبوع علمه بوجود أي مقترح لزيادة تعرفة المياه ولم تكن هذه هي الحقيقة، إلا إذا كان لا يعلم شيئاً عن شؤون حكومته، والمجلس التشريعي أعلن رفضه لإجازة التعرفة الجديدة، أو أية زيادة لم تكن ضمن الميزانية المجازة، ولكنه أجاز التعرفة بأسرع ما يكون عندما وضعت أمامه، وهيئة المياه مثلت دور الرافض للتعرفة القديمة التي (تُعد دعما للأغنياء على حساب الفقراء، وتقف عقبة أمام تطوير مشاريع المياه وتوصيلها لأكبر عدد من المواطنين)، وهو حديث أثبتت كذبه التعرفة الجديدة التي جاءت بنسبة متساوية (100%) للأغنياء والفقراء على حد سواء، ولم تعطِ الفقراء أي تمييز أو تقدير!!
* لقد ظللنا نتابع مثل هذه المسرحيات السخيفة لزيادة أسعار السلع منذ زمن طويل، ولم تعد تخدعنا، فكلما أرادت الحكومة أن تقدم على زيادة سلعة، أوعزت للبعض بنشر الشائعات عن زيادة السعر، وسريعاً ما يأتي النفي من جهة الاختصاص، ثم تتوالى بعد ذلك ردود الفعل من الجهات الرسمية تأييداً أو رفضاً (وكله تمثيل في تمثيل)، بغرض تهيئة المواطن لهذه للزيادة، وغرس شعور في نفسه بوجود من يدافع عنه داخل الحكومة، فيراوده الشك في الزيادة، ثم تأتي الضربة القاضية بالزيادة بعد أن تصبح في حكم (الخبر الميت)، ولا يجد المواطن ما يفعله غير أن يستسلم لها ويتقبلها، خاصة مع ضعف المعارضة، والثقة المفقودة بين الطرفين!!
* أعجبني حديث جميل وجرئ للصحفي الكبير الدكتور (عصام محجوب الماحي) في رسائل واتساب بينه وبين رئيس حزب المؤتمر السوداني (عمر الدقير) والكاتب الصحفي الشجاع (مهدي زين)، صاغه في مقال نشرته صحيفتنا أمس، قال فيه:” في ظل أي نظام دكتاتوري، إما أن يكون السياسي في السجن، أو على رأس مظاهرة.. وقادتنا من الصادق المهدي الى عمر الدقير.. من أقدم رئيس حزب إلى أحدث رئيس حزب، لا هم في السجون، ولا هم يقودون مقاومة!!” انتهى.
* ذكرني هذا الحديث نكتة حرامي دخل منزلاً بعد منتصف الليل فشعر به الزوج واستيقظ من النوم، ولكنه أغلق عينيه في هدوء و(عمل نايم)، ثم استيقظت الزوجة ورأت الحرامي، وأخذت تهز زوجها وتقول له بصوت مسموع (الحرامي.. الحرامي) لتوقظه، ولكنه رفض أن يستجيب، وهنا اغتاظ الحرامي ولكز الزوج بقوة قائلاً له: (ما تقوم يا سقيل، ما سامع مرتك من قبيل تقول الحرامي الحرامي وأنت عامل نايم)!!
* الحكومة فعلت كل ما في وسعها لاستفزاز أحزاب المعارضة والشعب، بل وعدّلت القوانين، وفتحت الشوارع المقفولة في الأسواق وأفرغتها عنوة من آلاف الباعة لتسهيل حركة عربات الشرطة تحسباً للمظاهرات، ولكن الأحزاب، والمعارضة، والمواطنين، وكل زول.. (عامل نايم)، والحكومة تحوص وتلوص وتدوس!!