الطاهر ساتى : الهروب بالخُزعبلات..!!
:: للهروب من المسؤوليات – بالخزعبلات – قصص .. بمنطقة الخوي – بشمال كردفان – تفاجأ بعض الأهل بموجة ضحك عارمة لحد القهقهة والدموع ..علماء الطب أسموا الحالة بالضحك الهيستيري..وزارات الصحة – المركزية والولائية – لم تجد تفسيراً لذاك الضحك، ولا علاجاً أيضاً..فالأهل ضحكوا أسبوعاً ونيف، ثم سكتوا ( براااهم)..وحكومة ولايتهم، وكان واليها أبوكلابيش، هي الجهة الوحيدة التي أتحفت الصحف بالأسباب، إذ قالت على لسان واليها : (السحر أو الجن يقف وراء هذا الضحك الجماعي )..وتحت هذا الستار – الخٌزعبلي – هربوا من مسؤولية داء الضحك الهستيري، ولم ينف الجن التهمة ..!!
:: وقبل الجن الذي أضحك أهل الخوي، لا ننسى السناجب التي تسببت في إغراق بعض قرى كسلا قبل سنوات ، أوكما قالت حكومة كسلا عقب تمرد القاش وتجاوزه لمتاريس الأسمنت ذات الأخطاء الهندسية..وكالعاده لم تنف السناجب التهمة، ربما لعجزها عن عقد المؤتمر الصحفي..وكذلك لا ننسى الضب الذي تسبب في قطع التيار الكهربائي عن مدينة سنار أسبوعا كاملاً، أو كما قال معتمد سنار مخاطباً غضب الأهل هناك قبل سنوات.. وللأسف، لم يعقد الضب مؤتمر صحفي لينفي التهمة..والمعارضة أيضاً بالخرطوم (قفلت البلوفة)، كما قال مدير المياه حين حل الفراغ – والشخير – محل المياه في مواسير الخرطوم قبل سنوات ..!!
:: وبالولاية الشمالية أيضاً، قبل سنوات ، وخلال ثلاثة أيام فقط لاغير، تعرضت ( 24طالبة) بمدرسة السرايا الثانوية لعمليات جراحية، وتم إستيصال زائدتهن الدودية، وتم تعليق الدراسة..ووأمام وضع كهذا، كان على الساسة إلتزام الصمت حتى يتحدث الطب ويكشف أسباب والعلاج ..ولكن (لا)..كالعهد بهم دائماً في الهروب من المسؤوليات بالخزعبلات، قالوا بالنص : ( الإنتقال المفاجئ من فصل الشتاء إلى فصل الصيف هو سبب الزائدة الدودية)، وزير التربية والتعليم لصحف ذاك العام ..وطالبنا الهجير بعقد مؤتمر صحفي عاجل ليؤكد أو ينفي التهمة، فعجز ..!!
:: واليوم، تتواصل حلقات مسلسل الهروب – من المسؤوليات – بالخُزعبلات.. فلنقرأ خبر المجهر، عدد البارحة..تكرر إشتعال الحرائق بمستشفى النو بأمدرمان للمرة الثالثة – خلال 10 أيام – لأسباب غير معروفة، وتعرض المستشفى أمس لحريق ضخم بمكب النفايات، وكان قد تعرض قبل أيام لحرائق بمكتب الأمن و ومكتب شئون العاملين، فيما رجح عاملون بالمستشفى أن تكون المستشفى ( مسكونة)، بالجن طبعاً..هكذا الخبر.. ولكن المدهش هو تصريح مدير المستشفى، إذ يقول د. معز حسن بخيت بالنص (حسب التحريات لاتوجد أي أسباب واضحة)، ثم أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما أسماها بالأسباب غير الواضحة ..!!
:: وبما أن مدير مستشفى النو والعاملين سبقوا لجنة التحقيق وأكدوا عدم وجود أي أسباب واضحة، ورجحوا بأنها (مسكونة)، في محاولة للهروب من مسؤولية الحرائق، فنأمل أن تجتهد لجنة التحقيق في معرفة هوية هذا الجن الساكن في المستشفى ويشعل الحرائق ..إن كانت هوية الجن سودانية، وتجاوزهم إستحقاق السكن الشعبي، فليس هناك ما يمنع التفاوض معهم حول (السكن البديل)..ونقترح مباني البرلمان والمجلس التشريعي بالخرطوم لتميُز مواقعها ..ثم أن النواب دائماً ( موافقون)، والأفضل إستغلال تلك المباني بالرافضين، وإن كانوا ( جناً ).. !!