دعم السعودية.. وموقف الحركات المسلحة
حينما ننصح الحكومة السودانية بأن تقتصد في ردود أفعالها وتتحلى بالمزيد من الصبر على استفزازات وفعائل أمريكا ومواقف المجتمع الدولي تجاهها حالياً فإن تلك النصائح تنطلق من قراءات لانعكاس التغيير الجديد في الموقف الإقليمي للسودان ونتائج تقوية السودان لتحالفه وتقاربه الاستراتيجي مع محيطه العربي والخليجي.
فالعزلة الدولية التي حاولت أمريكا ودول الغرب فرضها على النظام الحاكم في السودان لسنوات طويلة لم تكن فقط بسبب مواقف السودان وتوجهاته الأيدلوجية الإسلامية – فهذه لها دور لا ننكره – لكن هذا السبب كانت مضافةً إليه أسباب أخرى تتعلق بمواقف السودان الإقليمية وتقاربه مع إيران والذي كان على حساب علاقات تاريخية بينه وبين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي .
نصحنا الدبلوماسية السودانية بالصبر والهدوء في إزاحة الصخور الصلبة التي تواجه بها في المداخل والبوابات السياسية والدبلوماسية أثناء محاولاتها المتكررة للاختراق والدخول وتسوية الأزمة مع المجتمع الدولي والعالم الغربي والأمريكي..
قلنا لبروف غندور (السايقة واصلة) لأننا نعتبر أن دابة الدبلوماسية السودانية التي يقودها الآن تمضي على الطريق الصحيح، طريق الانفتاح على العالم.. هذا العالم الذي لا يضع وزناً إلا للأقوياء.. والقوة معاييرها معروفة، وأهمها معيار الاقتصاد والموقع والموقف.. ولذلك فإن أمريكا ودول الغرب تضع ألف حساب للمملكة العربية السعودية لأنها دولة تتوفر فيها مقومات الدولة القوية ذات الوزن المفروض على العالم شاءت أمريكا أم أبت .
كما أن المملكة العربية السعودية نفسها ترى في تحالف السودان معها مكسباً كبيراً وذلك بحسابات كثيرة منها موقع السودان والدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في تأمين ظهر المنطقة العربية استراتيجياً.. بالإضافة إلى خبرة السودان العسكرية وامتلاكه مقومات خلق العلامة الفارقة خاصة في ميدان الحرب البرية.. وبالتالي فإن السودان له سهمه الكبير والمقدر في حسابات من يتحالف معهم ويتحالفون معه.
السعودية لها كلمتها المقدرة في العالم الآن وحين تتعهد السعودية بوقوفها مع السودان في كافة قضاياه الداخلية والإقليمية وتعلن عن قيامها بمجهودات دبلوماسية برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان، ومساع لتحقيق السلام فإن هذه التصريحات ترقى للتعامل معها كبشارات مفرحة .
وعلى الحركات الحاملة للسلاح أن تنتبه جيداً لهذا الموقف السعودي المتطور مع السودان والداعم لموقفه.. على تلك الحركات أن تحسب حساباتها بشكل صحيح هذه المرة وألا تبدد ما تبقى أمامها من الفرص فالتسوية على الطاولة أحفظ لماء الوجه من الهزيمة في الميدان.. والتي من بعدها لا تسوية مجدية للمهزوم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.