سعد الدين إبراهيم

الخوة كوم.. والقضية كوم


كتب الزميل “يوسف عبد المنان” يوم (الأحد) في زاويته بأخيرة الأنيقة (المجهر السياسي) عن أسباب صراعات الاتحادات، وهو كاتب اتفقت أو اختلفت معه تحترم كتاباته المخبوء داخلها قاص وروائي وناقد حبسته الكتابة السياسية في قمقمها، أود أن أخالفه الرأي، وهو نقد في محبه أتمنى أن يصله بدفء حرارته
قدم الزميل اعترافاً يجب أن نتوقف عنده مؤداه بالنص “وفي فترة محيي الدين تيتاوي ابتعد عن جسم الاتحاد عدد من أعضاء المكتب التنفيذي منهم أمين المال “رمضان أحمد السيد” ونائب الرئيس “مصطفى أبو العزائم” و”حياة حميدة” وكاتب هذه الزاوية و”مكي المغربي” و”سيف الدين البشير”، ولكنهم جميعاً لم يخرجوا لفضاء الإعلام ويكشفوا سوءات زملائهم مثلما فعل الخارجون عن طوع “الصادق الرزيقي” اليوم” انتهى الاعتراف. أولاً تضمن الاعتراف سوءات تتعلق بعمل نقابي وليست سوءات شخصية إذاً فهم سكتوا عن الحق.. هل بفقه السترة.. آم لأنهم أنقياء وأنصاف أنبياء فستروا الخلل والسوءات، وهذا يتناقض مع انتخابهم.. وهذا ليس عملاً ايجابياً.. فينبغي إصلاح الخلل دون إساءات ودون تجريح، وهذا الاعتراف يجعلنا نتساءل ما هي السوءات التي فعلوها وسكتم عنها؟
أعتقد أن الزميل أراد أن ينتقد من احتجوا على ما يرونه فساداً، فانتقد الاتحاد القديم ورئيسه.. وربما سكوتهم هذا يعد سبب البلاوي إذا لم يؤطروا للنقد الذاتي. ولم يهدوا إلى زملائهم عيوبهم إنما خلوها مستورة، يذكرني ذلك بطرفة العم الذي قال لابنة شقيقته: انتو بنات الزمن ده جريئات خلاص والله زمان لما تتكلم مع بت تدنقر رأسها وما ترفعوا من الخجل، فقالت له :
وانتو كنتو بتقولوا شنو البخجل ده !
ما فائدة عضوية أي اتحاد إن كانت ترى الاعوجاج وبدلاً من إصلاحه تبتعد هكذا فلو استقالوا كان لابد من تسبيب الاستقالة.. هل تنتخب القاعدة القيادات حتى تبتعد أن رأت خللاً أم إن دورها تقويم الخلل؟ والسكوت هنا لا يعتبر قيمة أخلاقية ايجابية، بل سالبة أن تصمت عن محاسبة من له (سوءات )
حتى تكون (جنتلمان) أو مراعٍ للعشرة أو محتفظاً بالود لمن أخطأ.. أقول للزميل والزملاء الذين سكتوا عن السواءات أنتم كرستم لها حتى تستمر وتتحول من الجسد القديم إلى الجسد الجديد.. وعندما انتهت دورتكم.. ماذا قدمتم من تجارب ومواقف أو إفادات على الأقل حتى يستفيد الجدد منها وحتى يتحاشوا الوقوع في ذات الأخطاء.. هذه الاعتراف أخطر من كشف السواءات من الأعضاء الجدد.. تظل الاتهامات اتهامات طالما لم تصل إلى القضاء.. فإن كان الاتهام غير صحيح فهو إشانة سمعة يعاقب عليها القانون.. ثم إننا نطالب
مجموعة الساكتين عن الحق في الاتحاد القديم بأن يتكلموا لماذا انسحبوا دون تبرير.. لماذا استقالوا بالانسحاب دون تقديم الأسباب؟ سيظل التاريخ يسألكم عن التفريط في حقوق نقابية فقط لأنكم تراعون العشرة والخوة.. مع احترامي الشديد للجميع “وخوة وين بتبكي سيدها”