الخبير اللغوي بهاء الدين الهادي: المفردات الشامية في إذاعاتنا تُنبيء بالضياع
اثر تغيير السلم التعليمي المتكرر على العملية التعليمية سلباً ؟
السلم التعليمي لا ينفصل عن الاقتصاد والسياسة وهي احدى المعضلات الكبرى في هذه البلاد، السلم القديم (3 3 6) كان جيدا ومعمولا به في انحاء عديدة بالعالم ومع مجيء الانقاذ تم تغيير السلم الذي اصبح يم مراهقين مع اطفال في طابق أو حوش واحد، وهي من المحاذير التربوية الخطيرة ولم تسبق هذا السلم دراسات او بحوث وحتى المناهج التي صدرت لم يخطط لها وهي “غير علمية” بالمرة.
الكارثة الكبرى كانت الغاء دور بخت الرضا وادارة المناهج في وزارة التربية تم تجفيفها واذا علمنا بان الانساس هو اساس ومحور التمية في أي بلد فانه يصح بان تكون هذه العملية التعليمية التي تديرها الدولة تهدف الي اخراج انسان مغبش الوعي وسه القيادة.
اللغتان العربية والانجليزية ظلّتا على الدوام ضحايا الاستقطاب السياسي … لماذا ؟
يوجد فهم مغلوط بالنسبة لي كباحث في موضوع اللغة العربية في السودان حيث يتم التعامل معها مثلما يتم بالبلدان العربية وهذا وضع مغلوط لان اللغة العربية موجودة بالسودان قبل دخول الاسلام وصحيح باننا نتعامل معها بما ن غالببية الشعب “مسلمون” لكنهم لا يفرقون بين اللغة والدين باعتبار ان الاولى ماعون الثاني، لكن لو نظرنا للأمر بصورة علمية سنجد ان العربية مثلها واية لغة اخرى في السودان ورغم ان العربية تعتبر لغة قاتلة للغات الاخرى، لكنها وضعها في السودان متدنٍ جدا -اتحدث عن الفصحى- بين اكثر من 100 لغة في السودان تعيش على قدم المساواة والاهلية وبالنسبة للعربية فانها في وضع سيء جداً.
ما هي الجملة التي انبنى عليها كتابتك عن (اللغات السودانية والتخطيط اللغوي) وما الذي تريد قوله ؟
لا يوجد تخطيط لغوي في بلادنا هنالك سياسة لغوية وفي تعريفها العلمي هي ذات بعدين من الاسفل الي الاعلى والعكس من اعلى بمعنى خطاب السلطة كتصريحات الرئيس في القضارف قبل سنوات (البلد ده عربي) وهي بهذه الطريقة سياسة مفروضة بدون دراسات او تخطيط والسياسة اللغوية الناجحة في العالم هي التي تقوم على اكتاف علماء الاجتماع واللغات والسايكولوجي والانثروبولوجيا، يخططون لها من الاسفل( من قاعدة المجتمعات) ومن ثم تعلن كسياسة من اعلى.
ما الذي قرأته في زيارتك الاخيرة في ما يخص اللغة الاعلامية في الاذاعات مثلاً ؟
كم اللهجات الشامية واللبنانية التي يمكنك سماعها في محطات الـFM على الراديو تنبئك بان البلاد على اعتاب ضياع الهوية والاحساس بالانتماء فقط يحمد للاذاعة القومية افرادها مساحة صغيرة جدا اسمها (اللغات السودانية) مع ان تاريخ الاذاعة كان يضم في يوم من الايام “الاذاعات الموجهة” من خريطة البث العام كانت تبث باللغات القومية ومن المهم الوقوف على اهمية هذه البرامج لان اهمال اللغات القومية السودانية خطر يؤدي اضعاف انتماء القوميات والاثنيات الي البلد الام وهو اكبر مهدد للوحدة والتماسك الوطني.
اللهجات المحلية السودانية، خصم على اللغة العربية ان اضافة ؟
اضافة في حالة فتح المجال امام كل اللغات لتتصارع فيما بينها دون تدخل وفتح المجال الرسمي والاعلامي لها جميعاً لتتنافس بصورة رحرة ومتكافئة، في علم اللغة لا تجود لغة اجدر من الاخرى، لكن اصحاب اللغاتالقومية لديهم احساس معيب بالدونية و (إزدرائي) تجاه لغتهم، لابد ان يعلموا بان هذه اللغات تقف مع العربية على قدم المساواة لأنها لغات تراث ومعرفة وتاريخ.
عادل كلر
صحيفة حكايات