من أتى بهؤلاء
السؤال الذي يحيرني ويبرجل كياني هو: كيف تسنى للأمريكيين أن يصبحوا سادة العالم؟ صحيحٌ أنهم شعب مبدع وجسور في أكثر من مضمار، ولكنهم أكثر شعوب الله خيبة في مجال اختيار الحكام.
أكثر رؤسائهم شعبية كان جون كينيدي، ذا الصلات المعروفة بالمافيا، وصاحب السجل الحافل بالغزوات النسائية، وكان ذوقه رفيعاً مقارنة ببلبل كلينتون، فقد اختار فاتنة هوليوود مارلين مونرو عشيقة له، وكانت «بنت الذين» تتقاسم الفراش أيضا مع شقيقه روبرت، الذي كان يشغل منصب المدعي العام.
وكان بلبل كلينتون فحل «أي كلام»، وعندما «زنقوه» بعد ثبوت أنه كان يذاكر من وراء ظهر زوجته البلاستيكية هيلاري، زعم أنه – وبلغة الصحافة – لم يمارس أي علاقة «تحريرية» مع مونيكا لوينسكي، ولكن هب أنه فعل معها الأفاعيل – وقد فعل بالفعل – كيف يكون الإنسان رئيساً لأقوى دولة في العالم، ولا يستطيع أن يستر أفعاله «المهببة» مع مونيكا، أو تحت تأثير الفودكا؟ كيف يسمح لموظف حكومي للمدعي العام أن يعرضه للمرمطة والبهدلة، لأنه مارس حقه الشخصي في الخيانة الزوجية، ذلك الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي؟
رونالد ريغان كان أيضاً يتمتع بشعبية كاسحة، وما زال الأمريكيون يعتبرونه من أنجح رؤسائهم، رغم إنه كان جاهلاً عصامياً، وكان يعتقد أن معمر القذافي يحكم بوليفيا. وقد ارتكب ريغان مخالفة أخلاقية راح ضحيتها الآلاف، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة على إيران، ومن بينها فرض حظر على تزويدها بالسلاح، ولكن ولأنه كان قصير النظر، فلم يكن يرى أن إيران «البعيدة» تشكل خطرا على أمن بلاده، كما الحكومة الاشتراكية وقتها في نيكاراغوا، التي شكلها ثوار الساندينستا الذي أطاحوا بحكومة عميلة للولايات المتحدة، وأسهمت حكومة ريغان في تشكيل حركة معارضة للساندينستا اسمها «الكونترا».
وبما أن الكونجرس كان قد حظر تزويد الكونترا بالسلاح أو المال، فقد قام ريغان بإخراج فيلم هندي ليتسنى له تسليح الكونترا، وعقد صفقة سرية مع إيران: ستزودكم إسرائيل بالسلاح، ويتم تحويل قيمة السلاح إلى الكونترا. وأقدم سلاحا لإسرائيل كتعويض من دون أن يعترض الكونجرس. وقد كان: لحست إيران الجعجعة عن إزالة إسرائيل من الخريطة، وقبلت شاكرة شحنات السلاح من إسرائيل، وتوفرت للكونترا أموال بنكهات إيرانية – إسرائيلية، ولكن ذات منشأ أمريكي.
ومنع ريغان السلطات الأمريكية من السعي الى مكافحة ومحاربة تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية، لأنّ ذلك سيحرم الكونترا من مصدر أموال مهم، وهو إعادة تصدير الكوكايين القادم من كولمبيا إلى.. عليك النور.. الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون الذي دخل التاريخ بوصفه من صاغ إعلان استقلال بلاده من الحكم البريطاني، لم يكن يرى بأسا في إقامة علاقة فراش مع خادمة تعمل عنده اسمها سالي هيمنغز، أنجب منها ستة أطفال، وبعد وفاته سألوا سالي تلك: كيف تسنى للرئيس المفدى أن يقيم علاقة فراش معك في بيت به عشرات الخدم والحشم والحراس وعيال؟، فقالت إن «عش الغرام» كان الخزانة المخصصة لأدوات الكنس.
الرئيس غروغر كليفلاند أقام علاقة سرية مع ماريا هيلين في عصر ما قبل أدوات منع الحمل، فحبلت هيلين، وأنجبت طفلا، وبعد أن ذاعت تفاصيل تلك العلاقة اعترف كليفلاند بأنه والد الطفل، وكانت الجماهير وكلما ظهر كليفلاند على منبر عام تغني (بالإنجليزية): ماما وين بابا؟ في البيت الأبيض ها ها.
أما أسوأ رئيس أمريكي على الإطلاق، وبإجماع المؤرخين الأمريكيين والمحللين السياسيين فهو جورج دبليو بوش، الذي ورط بلاده في حروب خاسرة في العراق وأفغانستان، وبالتالي يعتبر المؤسس الحقيقي لتنظيم داعش، وظهرت النزعات الدموية لهذا الأخرق عندما كان حاكما لولاية تكساس، حيث شهدت في عهده أكبر عدد من الإعدامات بالحقن السامة في تاريخ الولايات المتحدة؟
أليس كل هذا دليلا على أن الناخبين الأمريكيين قاصرون سياسيا؟