لا تتاجروا بحرائر السودان!!
لماذا تستهدف المرأة السودانية؟ ولماذا تطالب بعض الدول العربية باستخدام المرأة السودانية في أعمال لم تقم بها السودانية في وطنها ناهيك عن خارج أرض بلادها؟!
لقد اطلعت على نفي أحد مكاتب الاستخدام بعدم صحة موافقة وزارة العمل على تعاقد سودانيات كحارسات أمن بدولة قطر الشقيقة.. أهلنا في مثلهم يقولون (مافي دخان بلا نار)، فمن أين لمكتب الاستخدام هذا بتلك المعلومة أو نفيها؟ ألم يطرح الأمر؟ أم أنه حديث مجالس أو “واتساب” فانتشر الخبر كالنار في الهشيم.
الأمر لا يخلو من صحة وإلا ما تجرأت إحدى وكالات التعاقد الخارجي على الإسراع بالنفي كما نفت من قبل سفر السودانيات إلى المملكة العربية السعودية كخادمات، ورغم النفي أكد من تم استطلاعهن ببعض الصحف الأخرى صحة سفرهن للعمل كخادمات في منازل السعوديين، بل وجد بعضهن معاملة سيئة ما أدى إلى تدخل ذويهن أو عرض الأمر على السفارة السودانية بالرياض أو جدة.
إن المرأة السودانية مستهدفة خاصة في المهن الوضيعة.. المرأة السودانية وصلت في بلادها إلى رفع المهن كقاضية وكسفيرة ومحامية وطبيبة، وكلها مهن تمجد المرأة السودانية لكن لماذا تريد تلك الدول أن تلوث سمعة المرأة السودانية بالعمالة الوضيعة؟ لماذا لا تختار منهن لتلك المهن الرفيعة وقد برعن فيها، فالآن بالمملكة العربية السعودية طبيبات سودانيات وفي قطر وفي دبي وفي البحرين وحتى في أوروبا تعمل المرأة السودانية في وظائف عليا وليست دنيا.. إن وزارة العمل ينبغي أن تتدخل للحفاظ على كرامة المرأة السودانية وعدم تعريضها للإساءة بمثل تلك المهن، لكن يبدو أن وزارة العمل آخر من يعلم، وأحياناً تقرأ الأخبار مثلها ومثل بقية المواطنين، وحينما يتجرأ صحفي على سؤال السيد الوزير عن تلك الحادثة يجد الوزير آخر من يعلم بذلك.. إذن من المسؤول في عملية التعاقد الجماعية أو الفردية؟! ومن الذي يأذن بسفر المرأة إلى الخارج للعمل في الوظائف المطروحة؟ لقد فشل استهداف الوطن، فكانت هناك طريقة للحط من قدره عبر المرأة ذات العفاف والطهر، يريدون أن يتاجروا بالمرأة السودانية كما تتاجر بعض العصابات بنساء بعض الدول الأخرى.. المرأة السودانية تجلس في مكانة سامية يعرفها الكل من منسوبي الدول العربية ولم تكن في يوم من الأيام في مكانة وضيعة.. فعلى السيد وزير العمل أن يكوّن لجنة تحقيق لمعرفة الجهات التي تحاول المتاجرة باسم المرأة السودانية، وعلى الوكالات التي يكون همها الربح وجلب المال أن تقوم بأعمالها التجارية بعيداً عن حرائر السودان، فما لا يرضونه لأهلهم يجب ألا يرضوه للآخرين.. دعوا المرأة السودانية وشأنها وابحثوا عن أخريات لسد النقص في تلك المهن.