من يفسر لنا تلك الأحلام؟!
عندما قصَّ سيدنا “يوسف” عليه السلام على أبيه رؤياه في المنام، أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رآهم له ساجدين كان والد سيدنا “يوسف” “يعقوب” عليه السلام يخشى على ابنه من حسد إخوته فقال: لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدون لك كيداً، لكن إخوة سيدنا “يوسف” كادوا له وألقوه في غياهب الجب حتى التقطه السيارة وباعوه إلى عزيز مصر، وبعد أن كبر وأصبح مسؤولاً عن خزائن مصر وجاءت المجاعة وكل القصة التي وردت في القرآن، جاء إليه إخوته وأبواه فتحققت رؤياه.. فالأحلام كثيراً ما تتحقق، لكن المفسرين لم يطلعونا على ما يتم في تلك الرؤيا.
لقد رأيت الكثير في المنام منذ أن كنت صغيراً وقد قصصت في إحدى المرات على والدي رحمه الله عليه رؤيا أنني رأيت نفسي أصلي في مقام سيدنا “إبراهيم” ووقتها لم أكن قد رأيت الكعبة ولم أعرف مقام سيدنا “إبراهيم”، وبعد عدة سنوات شاءت الأقدار أن أكون واحداً من بين (30) طالباً تم اختيارهم عن طريق القرعة لعمرة رمضان في العام 1981م، وعندما دخلت الكعبة وجدت مقام سيدنا “إبراهيم” كما رأيته منذ عدة سنوات.
وعندما كنت بالقاهرة أيضاً رأيت في المنام أن اسمي رقم (2) ضمن الطلبة الذين وقع عليهم الاختيار للدراسة بالأزهر، وعندما ذهبت إلى مكتب الوافدين للبعثات، وقبل أن أرى اسمي حدثت أحد الموظفين برؤياي، فأمسك بيدي وأدخلني مكتباً وفتح كشفاً بأسماء الطلبة المقبولين للمنحة وكان اسمي بالفعل رقم اثنين، ومن الفرحة أعطيت الموظف ما كان في جيبي.
أمس الأول رأيت البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية في رهط من الناس مبسوطاً ويمسك في يده علبة زجاجية بها عسل، وأثناء خروجه فتحت له يدي فصب العسل على راحتها، وفجأة صحوت على الأذان الأول لصلاة الصبح، فقصصت عليه ما رأيت فقال لي إن شاء الله خير.. وقبلها وأنا في بدايات عملي بصحيفة (الأيام) قبل تطبيق الشريعة الإسلامية رأيت أنني مُنحت رقم تلفون وقيل لي اتصل عليه ولم يحدد لي اسم الشخص ولا مكانه، فقصصت الحلم على أحد الزملاء في الصباح، فطلب مني أن أتصل على الرقم، وكنت متردداً في بادئ الأمر وحديث زميلي شجعني فاتصلت على رقم التلفون، فرد عليَّ شخص وقال: أنا لست صاحب المكتب، تعال المكتب إلى حين عودة صاحبه، فأعطاني الوصف وذهبت إليه، وما أن جلست حتى جاء الرجل وهو أحد المهندسين الكبار تزينه لحية سوداء وعلى جبينه غرة صلاة، ولم تمض إلا أيام قلائل حتى تم تطبيق الشريعة الإسلامية.
وأذكر أيضاً في نفس اليوم الذي كانت ستعلن فيه نتيجة الشهادة السودانية رأيت نتيجتي، وعندما ذهبت إلى المدرسة كانت نفس النسبة التي رأيتها في المنام.. وأذكر كذلك أنني رأيت في المنام وكان الوقت قبل المغرب انقلاب “هاشم العطا”، وقيل لي إنه وقع انقلاب لكن “نميري” لم يمت.. فقصصت الرؤيا على الزملاء، وفي الصباح سمعت من قصصت عليه رؤياي وهو يصيح: (والله صلاح تقول سحار أمس قال شافو في النوم ووقع انقلاب).