حمور زيادة: عن نفسي، لا أترحم على الترابي

عن نفسي، لا أترحم عليه. ليس استكثاراً لرحمة الله على أحد. لكن لأن الرحمة الالهية أو العذاب لا تعنيني هنا.
لو علمنا يقينا أنه في عليين أو في قاع الجحيم، فذلك لن يغير شيئاً. معركتنا ليست على مقاعد الدار الاخرة. معركتنا، أو لأكن أكثر دقة، المعركة من وجهة نظري، هي في هذه الحياة. معركة الديموقراطية، العدالة، الحرية.

أما في الاخرة، فأنا أخشى على نفسي أكثر من اهتمامي بمصير غيري.
عن نفسي، لا أترحم عليه. لكني لست فرحاً بموته ولا شامتاً. مات عن 84 عاماً، حقق كل ما أراد. لعله من أنجح أصحاب المشاريع في السودان. وكما قلت في بوست سابق، حتى حين هزم وطرد من السلطة هزمه من صنعهم هو وليس خصومه. فكأنه كان ناجحاً لدرجة هزيمة نفسه. والموت ليس نصراً. هو نهاية للجميع. للظالم والمظلوم.

كما انه خرج عن السلطة التنفيذية منذ سنوات. فموته لن يخفف ظلماً. ربما موت صول في جهاز الأمن يعذب المعتقلين فيه مدعاة للفرح أو الراحة أكثر من موته.

لقد مات وترك مشروعه خلفه قائماً. الخصومة مع مشروعه., تلامذته .. من خرجوا من تحت عباءته.
عن نفسي، لا أترحم عليه. ولا أنزعج من ترحم من يترحم أو دعوات الجحيم من اخرين. فأنا غير مشغول بآخرة خصومي السياسيين. انا منزعج من موت من أجرموا في حق الوطن قبل المحاسبة.

مات د. حسن الترابي، ومازالت الديموقراطية في بلادنا تنتظر.
هناك كلام كثير يمكن، بل يجب، أن يقال عنه. لكن اللحظة لا تناسب ذلك في تقديري. لكن بالتأكيد نحن لن ننسى.

بقلم الكاتب السوداني
حمور زيادة

Exit mobile version