خلوا بالكم!!
حتى وقت قريب كانت تدخل إلى بلادنا جنسيات محددة لا تتعدى الاثنتين وهؤلاء معروفون ومميزون بأشكالهم وسحناتهم وهم أنفسهم لا يجرأون على التجوال في شوارع المدن، وقد حصروا أنفسهم في أماكن محدودة لممارسة التسول أو ممارسة المهن الهامشية، لكن في الفترة الأخيرة شهدت بلادنا تدفقاً واسعاً للاجئين بسبب التغييرات ما بعد الربيع العربي، فاتجهوا إلى السودان فرادى وجامعات، وطبعاً اللجوء عندنا ليس هو كما اللجوء في دول أوروبا مثلاً التي تأخذ اللاجئ وتضعه في مكان محدد حتى يستوفي شروط الإقامة، وفي هذه الفترة تُدفع له نقود يواجه بها احتياجاته الخاصة جداً وبعدها إن استوفى أوراقه يبدأ رحلة الاندماج في المجتمع بحذر شديد جداً عكس ما يحدث عندنا. واللاجئ منذ دخوله السودان يبدأ في الذوبان بشكل سريع داخل المجتمع وليست هناك من جهة تكرمت بدراسة حالته النفسية أو الاجتماعية أو أية حالة تخصه ليطلق حراً بكل تفاصيله ما ظهر منها وما بطن، المهم أن الشخص يحمل صفة لاجئ وهي صفة تجعله طليقاً ليمارس مهن الهامش أو التسول والتطفل على الطرقات. وبالمناسبة الأمر سيان لدى الرجال والنساء وتكاد شوارع الخرطوم لا تخلو من هذه القنابل المجتمعية التي تطلق يدها بلا رقيب، لكن الأخطر من ذلك أنني قد رصدت حالات هي ليست فردية على الإطلاق لأنها تكررت معي شخصياً ومع أقرباء وأصدقاء ومع قراء اتصلوا علي مستنكرين حدوثها، والظاهرة تتلخص في تجوال فتيات أجنبيات من جنسية لجأت لبلادنا مؤخراً بكامل زينتهن وعطورهن في الأحياء، وبلغن من الجرأة حد طرق الأبواب بمبرر التسول. وقبل أيام دقت باب منزلنا فتاة حسناء وفتحت لها الباب لتبدأ بعد السلام في سرد تفاصيل كيف أنها محتاجة لمال وما إلى ذلك من أساليب التسول، لكنني بالطبع تفاجأت لجرأة الفعل والمتسولين في العادة يصطادون زبائنهم في الأسواق أو عند الإشارات المرورية، لكن أن يصل الحال داخل الأحياء الآمنة وإلى بيوت الناس بواسطة نساء تحديداً، الأمر يحتاج إلى مزيد من فتح العين ومزيد من التفكر والتدبر وبلاش حسن النية الودانا في ستين داهية، وهؤلاء البنات (المحتاجات) للمال يعرضن شكواهن بهذا الشكل المبتذل وخلف الأبواب التي يطرقنها ليس كل من يفتح الباب (سيدة) مثل حالاتي مما يجعلهن وسيلة لتفشي الرذيلة أو ربما وسيط خطير لتداول المخدرات والممنوعات!!
لذلك فعلى السلطات الأمنية أن ترفع معدلات الترقب وقرني الاستشعار لهذه الأساليب خصوصاً وأننا في كثير من الأحيان لا ننتبه للبلاء إلا بعد وقوعه، ويظل اللاجئ في نظرنا وكأنه شخص ملائكي يحتاج للرحمة. ما قلنا حاجة لكن هؤلاء قادمون بكل سوءات مجتمعاتهم إضافة إلى ضغائن ما عانوه من ويلات الحرب والدمار، والبداية لمحاربة هذه الظاهرة يجب أن تبدأ من اللجان الشعبية بواسطة منسوبيها من سكان الأحياء نفسها ومن ثم الجهات الأمنية التي تملك السلطة والقانون لحماية المواطن في نفسه وماله.
{ كلمة عزيزة
ينعقد في بلادنا أول مؤتمر للبيئة رغم التنوع البيئي الذي يمتاز به السودان بثراء طقسه وتنوع تضاريسه، والمؤتمر فرصة سانحة لجذب الكثير من المنح للعمل في مجال البيئة. وعلى فكرة ظلت وزارة البيئة الاتحادية طوال الفترة الماضية في حالة ركود ونوم عميق ولم يلتفت أحد لقضايا البيئة، إلا بعد الحراك الذي افتعله المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم عقب تولي اللواء “عمر نمر” المسؤولية فيه، وآخر القرارات الشجاعة التي اتخذها الرجل كانت بمصادرة أجهزة من الاتصالات التي تعلو بعض المنازل وتتوسط الأحياء في شكل أبراج بشكل عشوائي وهو قرار ظل المواطن ينتظره طويلاً رغم الأضرار التي تحدث عنها المختصون بإرسال هذه الأبراج لإشارات تؤثر على صحة الإنسان، هذا القرار لا يتخذه إلا “عمر نمر” ولا ينفذه إلا “عمر نمر” فأسندوا ضهر الرجل بترفيع هذا المجلس إلى وزارة لأنه يقوم فعلاً بحراك وزارة!!
{ كلمة أعز
والله مطار الخرطوم الذي يعتبر واجهة البلاد وبوابته الأولى أصبح مخجلاً بشكل لا يمكن السكوت عليه وكل ما فيه متواضع! بالمناسبة أين تذهب أموال البوابات التي تسمح بعبور العربات التي تعد بالآلاف في اليوم الواحد.