ثم يسكت !!!
*ونستنطق التاريخ في كلمتنا اليوم..
*تاريخنا السياسي القريب منذ نيلنا استقلالنا..
*ونسأله عن جزئية واحدة فقط لا أكثر..
*إنها الجزئية الخاصة بأدب الخلاف السياسي (نطقاً)..
*يعني لا الترهيب، ولا التعذيب، ولا (التغييب!)..
*كيف كان ساستنا يتخاصمون فيما بينهم؟!..
*كيف كانوا يتعاركون – كلاماً – من على المنابر السياسية؟!..
*كيف كانوا يعبرون عما يجيش في نفوسهم من غضب تجاه الأغيار؟!..
*ثم لم تكن إجابة التاريخ – عن سؤالنا هذا- مثل الذي قاله البحر لصاحب الطلاسم..
*فإجابة البحر عن أسئلة إيليا أبي ماضي اقتصرت على عبارة (لست أدري)..
*أما التاريخ فهو يخبرنا بالذي سألناه عنه (إجمالاً)..
*قال إن العهد الديمقراطي الأول لم يشهد لفظاً (جارحاً!) واحداً..
*بل إنه اتسم بـ(تسامح) – يقول – حتى تجاه عناصر أول محاولة انقلابية في البلاد..
*وهي محاولة – للعلم – جاءت بعد عام فقط من جلاء المستعمر..
*والحقبة الديمقراطية الثانية شهدت أدب مساجلات – ذات خشونة – داخل البرلمان..
*ولكنها – يقول التاريخ – لم (تهبط) إلى مستوى مفردات (قاع المدينة!)..
*ثم جاء نميري – وصحبه – وكان كل منهم (عف اليد والنفس واللسان!)..
*بل إن أكثر عبارة جارحة خرجت من ألسنتهم هي وصف المهدي بـ(الكاذب الضليل)..
*وكان ذلك في خضم غضبهم عليه عقب أحداث (76)..
*ونظام مايو – والكلام للتاريخ – كان ذا (أخلاقيات) ترفض أي ترصد شخصي للمعارضين..
*بمعنى أن حياتهم (الخاصة) – بعيداً عن السياسة – لا تهم (مايو) في شيء..
*ومن ثم فلم يكن هنالك (همز ولا غمز ولا لمز!)..
*أما خلال فترة الديمقراطية الثالثة فإن (بقعاً سوداء) ظهرت لأول مرة على ثوب السياسة (الأبيض)..
*ونعني ثوب الأخلاق السياسية السودانية منذ الاستقلال..
*وما زال حديثنا – يواصل التاريخ – عن (الملافظ) وحسب..
*والذين اجترحوا أدب (البقع) هذه ناشرون لصحائف بـ(عينها!)..
*و(آخرون) اُضطروا إلى مجاراتهم كرهاً..
*آخرون من غير (مدرستهم الآيديولوجية) ذات البعد السياسي..
*ولكن رموز الحقبة المذكورة – من الحاكمين – فقد ساروا على درب (العفة!) ذاتها..
*عفة اللسان عن كل ما هو خارج عن الموروث (القيمي) السياسي..
*رغم إن الموروث هذا – يستطرد التاريخ – لا ينطلق من (شعارات!!) مُجاهر بها..
*فهي موقورة في الصدور ويصدقها العمل و(القول!)..
*وننصت للتاريخ كي يتم سرده ..
*ولكن يُدركه الصباح..
*فيسكت عن الكلام (المباح!!!).