العطالة.. القنبلة الموقوتة!
بالأمس ناقش منتدى صافي النور للحوار المجتمعي قضية من أخطر القضايا المجتمعية، والتي يمكن أن تكون مهدداً خطيراً للاستقرار في بلادنا، وهي قضية (العطالة) أو (البطالة) – اختر لها ما تشاء – قدم لها الخبير الأستاذ “سعيد أبو كمبال” الذي دفع بمعلومات مهمة حول هذه القضية، مع مقارنات حول ذات القضية في دول الجوار المتداخل مع السودان، تحديداً الشقيقة مصر وإثيوبيا وتشاد.. مع مقارنات مع بعض الدول الشقيقة والصديقة في أفريقيا.
أعضاء المنتدى ومنسوبوه بدءاً من اللواء طيار “عبد الله علي صافي النور” ورئيس المنتدى الفريق أول ركن “فاروق علي محمد” وكثير منهم خبراء ومختصون – كل في مجاله – اجتمعوا داخل منزل السفير الدكتور “علي يوسف” بالطائف وأخذوا يحللون أسباب الظاهرة السياسية والاجتماعية ونتائجها المحتملة، وقد أجمع كل المتحدثين، وكل المتداخلين على أن نتائج هذه الظاهرة خطيرة، ربما تقود إلى الانحراف وتعاطي المخدرات وغيرها مما يهدد أمن المجتمع.. لكن ما لم يشر إليه أحد، ولم انتبه له شخصياً إلا لحظة أن بدأت في كتابة هذه المادة، وهو احتمال تحول عدد كبير من أبنائنا وبناتنا نحو التطرف، وهذا أمر وارد واحتمالات حدوثه كبيرة خاصة إذا كانت نسبة العطالة وفق الإحصاءات الرسمية وسط الشباب تصل إلى ثلاث وثلاثين بالمائة، بينما تصل وسط الخريجين إلى ثمانية وأربعين في المائة.
الأوضاع الاقتصادية وربما سوء التخطيط في مجال إنشاء الجامعات التي يغلب عليها تدريس العلوم النظرية، إضافة إلى المتغيرات المستمرة في السياسات العامة، كل ذلك قد يكون سبباً في نشوء ظاهرة العطالة وازدياد عدد المتبطلين الذين لا يجدون عملاً يتوافق مع مؤهلاتهم أو خبراتهم الأكاديمية ولا يتوافق مع حاجة سوق العمل.
هناك أمر آخر لابد أن نقف عنده كثيراً، وهو نظرة المجتمع – خاصة في المدن – لبعض الحرف أو المهن نظرة (دونية) تجعل الشباب يهرب من الالتحاق بها، ويتركها لشباب بعض دول الجوار وهم بذلك يأخذون فرصة كان يمكن أن تكون لشبابنا لولا ترفع البعض عن تلك المهن التي قد يجدون أنفسهم مضطرين للعمل بها إن قدر لهم الهجرة أو الاغتراب.
لابد من أن ننظر جميعنا إلى العمل كقيمة حضارية وهذا لن يتم إلا إذا تضافرت جهود المنظمات الشبابية والمجتمعية والمنابر الدعوية والصحافة والإعلام.
القضية خطيرة وكبيرة.. لابد لنا أن نتعامل معها بجرأة وشجاعة في الطرح وفي المعالجة، وهذه مسؤولية الدولة بكل مكوناتها، ومسؤوليات الجهات الموكل لها التخطيط الإستراتيجي في مجالات التعليم والتدريب والعمل، وهذا يتسق تماماً مع برنامج إصلاح الدولة الذي طرحه السيد رئيس الجمهورية في خطاب الوثبة عام 2014م، ليت النائب الأول لرئيس الجمهورية السيد الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” أخذ بأمر هذا الملف الخطير.