عالمية

أوباما ومساعدوه ومحاباة إيران

يواجه الرئيس الأميركي لدى دخوله البيت الأبيض حقيقة من هي الدول الصديقة ومن هي الدول العدوة أو المنافسة، وباراك أوباما ليس استثناء.

لكن الرئيس الأميركي الحالي يفاجئ مساعديه ومتابعيه ببعض المقاربات غير المعهودة، مثل التشكيك ببعض المبادئ الأساسية في السياسة الخارجية الأميركية، والتساؤل عمن هم الحلفاء مثل باكستان والدول العربية، ومن هم الأعداء من كوبا إلى إيران.

الرئيس الحالي أبدى خلال السنوات السبع الماضية مواقف متناقضة من الشرق الأوسط، خصوصاً لجهة إيران، فهو عرض أولاً على الإيرانيين من خلال رسائل لمرشد الثورة علي خامنئي الدخول في حوار حول البرنامج النووي الإيراني، وأرسل بمناسبة عيد النوروز خطاباً مصوراً للشعب الإيراني، لكن إيران لم تستجب، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات تصاعدية على طهران، وهدّد أوباما خلال خطاب شهير النظام الإيراني بأنه ليس لديه “خيار الاحتواء”، وهو كان يشير إلى أنه سيستعمل القوة العسكرية ضد إيران لو باشرت بتجميع قنبلة نووية، وأكد أن الولايات المتحدة لن تتعايش مع إيران نووية.

الرئيس الأميركي وبعد التوصل إلى الاتفاق النووي عاد وخفف لهجته ضد النظام الإيراني، وينقل عن مستشارة الرئيس للأمن القومي، سوزان رايس، أن أوباما لم يفكّر في البدء باتفاق تاريخي بين الأميركيين والإيرانيين “بل كان الأمر براغماتياً ومحاولة لنيل الحدّ الممكن من النتائج من خلال جعل بلد يشكل خطراً إلى بلد أقل خطراً”.
المستشارة

يعود جزء كبير من تفكير أوباما حول إيران إلى تجاربه الشخصية وعقله الناقد، لكن الشخصيات المحيطة بالرئيس الأميركي لها دورها الفاعل، مثل سوزان رايس مستشارة الأمن القومي، ومساعد الرئيس لشؤون الشرق الأوسط وإيران روبرت مالي، وأيضاً مديرة دائرة إيران في مجلس الأمن القومي سحر نورُزاده.

كان أوباما يريد تعيين سوزان رايس وزيرة الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون، لكن الكونغرس الأميركي بأكثريته الجمهورية وقف ضد تعيينها، فجلب أوباما رايس إلى المكتب الأقرب إليه.

رايس كانت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة خلال ولاية أوباما الأولى برتبة وزير وعضو مجلس الأمن القومي، وكانت مستشارة السياسة الخارجية للحملة الانتخابية للمرشح باراك أوباما في العام 2008.

قبل ذلك، كانت رايس مساعدة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لشؤون إفريقيا، ثم عيّنها كلينتون مساعدة وزير الخارجية لشؤون إفريقيا.
مساعدو الرئيس

توالى عدد من الأشخاص على العمل في مجلس الأمن القومي، وكانت إيران من ضمن دائرة عملهم أو مسؤوليتهم المباشرة.

وبدون شك فإن وصول دنيس روس إلى هذا المنصب في ولاية أوباما الأولى ترافق مع جدل، نظراً لشخصية روس القريب من إسرائيل أولاً، وثانياً لكون روس لديه أسلوب عمل لم يتوافق مع تشدّد أوباما وإدارته في ضبط الموظفين ومنعهم من الشعور بحرية المبادرة وطرح أفكار لا يوافق عليها الرئيس مسبقاً أو لم يسبق له أن صرف وقتاً كافياً في تمحيصها.

جاء بعد ذلك فيليب غوردن من وزارة الخارجية، وكان مساعداً للوزير لشؤون أوروبا، وهو مثل سوزان رايس، عمل في معهد بروكينغنز وخدم في مجلس الأمن القومي خلال ولاية الرئيس السابق بيل كلينتون.

ربما يكون روبرت مالي أكثر الشخصيات إثارة للأسئلة، فهو كان في مجلس الأمن القومي أيام كلينتون، وانضم إلى حملة أوباما الانتخابية خلال العام 2008 لكنه ترك الحملة عندما صرّح أنه التقى ممثلين لحركة حماس.

ومع ولايته الثانية عيّن أوباما روبرت مالي مسؤولاً عن سوريا والعراق وإيران في مجلس الأمن القومي، وعندما ترك غوردن منصبه أصبح مالي المسؤول الأبرز في ملف إيران والشرق الأوسط. خلال عمله تم التوصل إلى الاتفاق النهائي بين إيران والمجموعة الدولية إلى الاتفاق النووي.

في مقال نشره العام 2012، وقبل أن يعود إلى الإدارة انتقد روبرت مالي الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه سحب “خيار الاحتواء” من التداول ضد إيران، وهو كان يشير إلى أن النقاش حول التعايش مع إيران نووية لم يأخذ مساره الكامل ولم ينل نقاشاً كافياً.
نورزاده.. مسؤولة إيران

اسمها الكامل “سحر نورزاده” وهي مديرة إيران في مجلس الأمن القومي، وتعمل تحت إدارة روبرت مالي. ليست نجمة لكنها أثارت دائماً تساؤلات حول شخصها ودورها.

يوم 7 مارس 2016 كانت مدعوة للتحدث في جامعة جورج واشنطن، وتم التعريف عنها بأنها تحمل بكالوريوس في الاقتصاد الدولي والشرق الأوسط وماجستير في الشؤون الإيرانية، وبدأت عملها مع الحكومة الأميركية في وزارة الدفاع أيام الرئيس السابق جورج دبليو بوش، حيث عملت محللة للشؤون الخارجية، ثم أصبحت رئيسة المجموعة، بعد ذلك انتقلت إلى ملاك وزارة الخارجية، وتم انتدابها إلى البيت الأبيض في العام 2014 و”كانت من ضمن فريق الرئيس أوباما المسؤول عن مفاوضات التوصل إلى الاتفاق النووي” بحسب التعريف الرسمي عنها.

أثارت نورزاده تساؤلات كثيرة من قبل عندما كشفت وسائل إعلام أنها عملت مع “المجلس الوطني الأميركي الإيراني”، ويعتبر كثير من الأميركيين أن المجلس قريب من النظام الإيراني، وأن مؤسسه تريستا بارسي بدأ عمله خلال مؤتمر في قبرص شارك فيه النظام الإيراني، وهو يحافظ على علاقة قريبة مع وزير الخارجية الإيراني الحالي جواد ظريف.

هناك كلام في واشنطن يقول إن الرئيس الأميركي يحيط نفسه بمؤيّدين لإيران ولتطبيع العلاقات معها، وهذه اللائحة لا تنفي الأقاويل.

العربية نت