معايشة !!
* سألت مرة أحد عشاق كرة القدم عن سر إدمانه الإستادات ..
* قلت له : لماذا لا تشاهد المباريات من داخل المنزل إن كانت متلفزة ؟! ..
* فأجابني قائلاً : إن أهم ما في اللقاءات الكروية هذه (معايشة الأجواء) ..
* فتذكرت أن هذا كان سبب ارتيادي الملاعب -أنا نفسي- لما قبل عشرين عاماً” ..
* أي حين كان الذهن صافياً حاضراً بعيداً عن منغصات أيامنا هذه ..
* فمعايشة الأجواء هو شعور انفعالي يفتقده المرء عند مشاهدة المباريات عبر الشاشة ..
* وحين تحتجب زاوية زميل عند سفره إلى الخارج كنت أعجب لهذا الاحتجاب ..
* ويقل عجبي عندما تكون زاويته حاضرة ولكن بغير روح الوطن ..
* بمعنى حين يكتب بغير مشاعر الانفعال (الداخلي) المعروفة عنه ..
* والآن عندما تطاولت أيام بعدي عن الوطن تلاشى عجبي نهائياً ..
* فكل يوم أقضيه بعيداً عن البلاد يبعدني عنها عشر سنوات (تفاعل) ضوئية ..
*سواء كان إيجابياً التفاعل هذا -إزاء قضية ما- أم سلبياً ..
* صحيح أن الواحد بمقدوره متابعة الأحداث ببلده من خلال الوسائط الإعلامية ..
* ولكنها متابعة أشبه بمشاهدة اللقاءات الكروية عبر شاشات التلفاز ..
* فهي تخلو من الانفعال الشعوري الذي وصفه عاشق كرة القدم ذاك بأنه (معايشة للأجواء) ..
* وقبل أيام (حاولت) أن أحس بمدى عظمة المرأة في بلادي وأن أشاهد برنامجاً” عن (يوم المرأة) ..
* وقبل أن أشرح حكاية (حاولت) هذه أقول إنني ضحكت كثيراً عند بداية البرنامج ..
* فقد كانت البداية جولة استطلاعية للرأي وسط المواطنين في الشارع ..
* ومعلوم أن الشارع المصري يئن من وطأة ظروف معيشية ضاغطة هذه الأيام ..
* وحسب (معايشتي للأجواء) هنا أقول إن الظروف هذه لن تستمر طويلا” بفضل اجتهادات الحكومة الاقتصادية ..
* فإذا بنحو (80%) من المستطلعين الرجال (يفشون غلهم) في النساء ..
* فمنهم من قال (والله ما فيش حاجة جابتلنا البلاوي غير النسوان) ..
* ومنهم من قال (عيد المرأة مين يا عم؟ إحنا في إيه وللا ايه؟!) ..
ومنهم من قال (ومالو؟ نحتفل معاها، بس يا ريت الواحدة منهم تقفل بؤها وما تنكدش علينا)..
* وتذكرت هنا مدى عظمة المرأة السودانية؛ أماً وعمةً وخالة وزوجة وأختا”..
* و(حاولت) أن استحضر صوراً من العظمة هذه في ذهني ..
* فنجحت في استدعاء كثير من المشاهد إلى الذاكرة ..
* ولكني فشلت في (معايشة الأجواء!!!) .