بلا سلطة رابعة.. بلا بطيخ.. مقولتان وحكايتان
(بلا سلطة رابعة بلا بتاع، كل دا خلاص راح)، بهذه العبارات اليائسة التي نقلها أحد المواقع الإلكترونية المصرية، جاء رد العم شعبان بائع الجرايد المصرية على صديقه الذي حاول أن يهون عليه مصيبة مصادرة السلطة لبضاعته من الجرايد المرصوصة على الفرشة، فقال له مواسياً (إنت ليك حق، وفرشتك ما تنفعش تتشال، إنت بتبيع جرايد ودي سلطة رابعة)، إلا أن العم شعبان لم يكتفِ بعبارته الناعية لحال (السلطة الرابعة) بمصادرة قوات الأمن لجرائده ومجلاته التي قضى حياته وسطها ولم يعرف مهنة غيرها، فقرر عدم الاستكانة ومقاومة هذا القرار الذي وصفه بالظالم جداً، وقال (أنا مش هسكت وهطلع على الحي علشان آخد حقي، لأنى معايا تصريح وماشي بالقانون)، هكذا اختار العم شعبان طريق القانون للحصول على حقه القانوني الذي رأى أن قوات الأمن قد سلبته له بالقوة الجبرية، فهل تراه سينجح وبالتالي سيسحب عبارته اليائسة (بلا سلطة رابعة بلا بتاع) أم أنه سيفارق المهنة التي أنفق عمره فيها مضطراً ومجبراً…
للبطيخ أو إن شئت سودنة الكلمة لك أن تقول (البتيخ) حكايات وروايات وأقاصيص ومُلح وطرائف شتى، منها تلك التي جرت مثلاً على ألسنة أهل الشام حين يقول لك أحدهم بلا كذا بلا بطيخ، دلالة على اليأس من أمر ما أو السخط من عدم تحققه أو نفض اليد منه، وحكاية هذا المثل تُنسب لفلاح قيل أنه هام بحب فتاة لدرجة الوله والجنون، فأصبحت شغله الشاغل وقلبت كيانه وحياته رأساً على عقب، يظل أغلب يومه يتسقط أخبارها ويرابط عند الأمكنة التي تعودت أن تغشاها، فقط ليمتع نفسه بنظرة خاطفة، وفي يوم وكان قد فاض به الغرام، استجمع شجاعته وقرر أن يقدم لها هدية، دخل مزرعته وتخيّر منها أكبر وأضخم بطيخة رأى أنها ستكون أعظم هدية كونه مزارع بطيخ لا يرى في هذه الدنيا ما هو أعظم من هذه الثمرة، تأبط الرجل بطيخته وغذّ السير إلى بيت المحبوبة، ورويداً رويداً بدأت تتناهى إلى مسامعه أصوات ضجيج وهجيج يتعالى كلما اتسعت خطواته إلى أن أصبح تماماً قبالة رهط من النساء والرجال أمام الدار وهم يغنون ويرقصون ويتبادلون التهانئ والتبريكات، توجس من الأمر ولكن لم يكن أمامه مفر غير أن يتبين حقيقة ما يجري، وعندما سأل عن أسباب هذا الهجيج قيل له إن فلانة وذكروا اسم حبيبته تم عقد قرانها قبل قليل، فما كان منه دون أن يشعر وبحركة لا إرادية، إلا أن قذف بالبطيخة على الأرض بكل قوته وصاح بأعلى صوته (بلا حب بلا بطيخ)، ومن يومها جرت صيحته تلك مثلاً إلى يوم أهل الشام هذا، وأفاد الراوي أن الرجل لم يعد يطيق سيرة البطيخ وتحوّل تماماً لزراعة الشمام.