ماذا نحن فاعلون ؟!
* على ذمة صحيفة (المصري اليوم) المصرية فإن عدداً من الطلاب المصريين اعتقلوا في السودان بتهمة تسريب امتحانات الشهادة السودانية، وقد نشرت الصحيفة في موقعها الإلكتروني في وقت مبكر من فجر يوم أمس الاثنين، إن 55 طالباً مصرياً من بينهم 22 طالباً من محافظة (كفر الشيخ) المصرية، اعتقلوا في الخرطوم بتهمة الغش وتسريب امتحانات الشهادة السودانية!!
* وتمضي الصحيفة بالقول: «إن محمد حلمي، وهو أحد أولياء أمور الطلاب المقبوض عليهم بالسودان، قال لـ«المصري اليوم» إن «ابن شقيقته محمد جمعة طاهر، ألقي القبض عليه بالسودان لاتهامه بتسريب أسئلة امتحانات الصف الثالث الثانوي بمدرسة طحنون الثانوية بالخرطوم».
* وأضاف أن «ابن شقيقته يؤدي الامتحان بالصف الثالث الثانوي، وأدى الامتحان الثالث له حتى يوم 21 مارس الحالي، وتم إلقاء القبض عليه هو، و54 طالباً مصريًا، من بينهم 22 طالبًا من كفر الشيخ، ومن بين من ألقي القبض عليهم 3 طالبات، ومنهم من ألقي القبض عليه من أمام المدرسة أثناء خروجهم من الامتحان، وآخرون ألقي القبض عليهم من داخل مساكنهم التي استأجروها».
* وادعى ولي أمر الطالب أن أعضاء الجالية السورية والأردنية بالخرطوم هم الذين سربوا الامتحان، وليس «أبناءنا»، حسب زعمه. انتهى.
* إذن .. فالمسألة أوسع بكثير مما طفح من أخبار، وأكبر من مجموعة طلاب أردنيين مارسوا الغش، كما قالت وزارة التربية والتعليم، ولو صح ما نشرته (المصرى اليوم) المصرية عن اعتقال هذا العدد الكبير من الطلاب المصريين بتهمة تسريب امتحانات الشهادة السودانية، بالإضافة الى ما ظلت الصحف الأردنية تردده طيلة الأيام الماضية وحتى اليوم عن اعتقال طلاب أردنيين بتهمة تسريب الشهادة السودانية، وتصريحات نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم الأردني بعدم اعترافهم بالشهادة السودانية بسبب تسريب الامتحانات .. فإننا نكون أمام جريمة منظمة ومافيا ضليعة في الإجرام تقوم (كما قال وزير التعليم الأردني) بتسفير الطلاب الأردنيين للجلوس لامتحان الشهادة السودانية في السودان، وتسريب الامتحانات لهم مقابل أموال باهظة، وهو ما لم تنفه وزارة التربية والتعليم في السودان أو غيرها من السلطات السودانية حتى اليوم، بل إننا نقرأ الآن في الصحف المصرية المزيد من الأخبار عن تسريب امتحانات الشهادة السودانية واعتقال طلاب مصريين في الخرطوم!!
* الموضوع لم يعد مجرد غش أو تسريب محدود قوامه 6 طلاب أردنيين فقط، بل مساس كبير بسمعة السودان ومنظومته التعليمية بكاملها يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة في المستقبل، وهنالك الكثير من الجهات الدولية التي ترصد وتسجل كل ما يدور في العالم، وإذا وضعنا في اعتبارنا موقع (قوقل) فقط الذي يرصد ويسجل كل شئ ينشر على شبكة الإنترنت، والمواقع المتخصصة في الشبكة التي تبقى فيها مثل هذه المعلومات عشرات السنين، لاتضحت لنا فداحة الجريمة وعظم الكارثة.. الأمر الذي يتطلب اتخاذ ترتيبات حاسمة وسريعة لإجراء تحقيق موسع، ومخاطبة الرأىي العام بكل شفافية لتوضيح الحقائق وإزالة أي لبس أو غموض يجول في الأذهان، وتقديم المتورطين الى العدالة على مرأى ومسمع من الجميع في الداخل والخارج، وهو الشئ الوحيد الذي يمكن أن يطمئن الناس على مصداقية الشهادة السودانية والحساسية العالية للأجهزة المختلفة تجاه أي شئ يمسها، ويجرح سمعة السودان!!
* الكرة الآن في ملعب وزارة التربية، ووزارة العدل .. وبقية السلطات المختصة فماذا هم فاعلون؟!