قرار يستحق الإشادة!!
القرار الذي اتخذه السيد اللواء “حسن محمد حسن” معتمد محلية بحري والقاضي بإلغاء الرسوم المفروضة على (درداقات) الأطفال، وهي رسوم تفرضها المحليات بكل (قوة عين) على أطفال فقراء أبت إلا أن تشاركهم لقمة العيش التي يجنونها بالضراع والعرق على حساب صحتهم وتعليمهم وطفولتهم، هذا القرار أعتبره وبلا منازع هو أفضل وأشجع وأنبل قرار يتخذ في الفترة الأخيرة، لأننا للأسف تعودنا من المحليات ومن مؤسسات كبيرة تتعامل مع المواطن من خلال الرسوم المفروضة، أنه لا تراجع عن أي قرار مالي بحكم هذه العلاقة مهما كان مجحفاً ومقصراً طالما أنه (يعصر) جيب المواطن ويضمن دخلاً لخزانة الجهة المعنية، ويظل الإصرار على الخطأ رغماً عن أنف التحولات الاقتصادية والتغييرات الاجتماعية، لذلك فإن القرار الإنساني العظيم الذي اتخذه معتمد بحري لم يتوقف فقط عند إيقاف هذه الرسوم، بل قرنه بالزام هؤلاء الأطفال بضرورة ارتياد فصول محو الأمية التي التزم المعتمد بإنشائها داخل هذه الأسواق، ليؤكد الرجل بذلك أنه واعٍ لدوره القيادي في هذه المحلية، والقائد ليس معنياً فقط بالنظافة والمواصلات والأسواق ترتيباً ونظافة وترسيخاً لمظاهر الحضارة، لكنه معني أيضاً بالإنسان طموحه وآماله وأحلامه، وما فائدة أن تكون المدينة بشوارع مسفلتة وحدائق غناء وأزقة خالية من القمامة، وإنسانها خرب الدواخل، ميت الأحلام والأمنيات، يعيش البؤس وفجيعة الظلم والجهل، لكل ذلك فإن المعتمد استطاع القيام بالخطوة التي كان يفترض أن تسبقه عليها “وزارة الرعاية الاجتماعية” بالولاية الشايفة عمالة الأطفال وساكتة وعارفة أنهم يدفعون جنيهات هم أحق بها من جيب خزانة الولاية، لكنها لم تتخذ خطوة تجاه هذه العمالة المرفوضة والمغضوب عليها باسم كل القوانين الدولية!! لكن خلونا نعترف أنها أصبحت في بلادنا واقعاً فرضه الفقر والحاجة، والبني آدم السوداني أكرم له وأشرف يشتغل بضراعه من أن يمد يده للناس منحوه أو منعوه، لذلك سيظل الأطفال يعملون طالما هناك فقر وحاجة، لكن غير المعقول أن تشاركهم المحليات في رزق اكتسبوه تحت هجير الشمس اللافحة وأذرعهم الغضة الطرية تدفع للموسرين وغيرهم خضارهم ولحمتهم وفاكهتهم حتى مواقع سياراتهم، وقد يكون ما في (الدرداقة) من الطيبات يمثل لهم واحداً من المستحيلات التي لا يمكن أن يتذوقوها على الإطلاق!!
في كل الأحوال لابد أن نحيي السيد اللواء معتمد بحري على هذا القرار، الذي سيكون له ما بعده في تغيير مسار هؤلاء الأطفال إن انتظموا في التعليم بشكل حقيقي وجاد، وعلى بقية المحليات أن تحذو حذو معتمد بحري بإلغاء هذه الرسوم، وبارك الله فيك أخي المعتمد ومزيد من جرعات الإنسانية التي إن توفرت ستغير حالنا من حال إلى حال.
كلمة عزيزة
لفت انتباهي خبر على مواقع التواصل بأن السلطات النيوزيلندية قد قامت بترحيل سيدة عن أراضيها بعد أن عثرت على (6 ليمونات) – أي والله 6 ليمونات – وليس ست قنابل في جيوبها أثناء دخولها للبلاد، والمرأة سيئة الحظ تم ضبطها في مطار (أوكلاند) والليمون داخل جيبها، وقد قالت المرأة إن الليمون هو جزء من علاج مرض الكبد الذي أصيبت به، لكن موظفي الجمارك قاموا بتطبيق قانون (حماية الإنتاج المحلي) – وخلو بالكم من حماية الإنتاج المحلي -، ووضعوها على أول طائرة عائدة إلى بلدها، وبعدها صرح المتحدث باسم وزارة الصناعة النيوزيلندية بأن حديث السيدة قد يكون صحيحاً، لكن ذلك لا يبرر إدخال منتجات زراعية بشكل غير قانوني قد تحمل الآفات والأمراض.. تخيلوا كل القيامة القائمة دي في ستة ليمونات داخل جيب سيدة دخلت كما قيل بشكل غير قانوني.. طيب هسى أنا أبكي واللا أعمل رايحة، وفي بلادنا تنتهك يومياً صحة الإنسان من الوافدين والقادمين بأمراضهم دون متابعة صحية ودون تدقيق في ما يحملون في حقائبهم وجيوبهم، وعدم الضبط والربط جعلهم (يطبخون) ما نأكله في المطاعم العامة، ولا أحد يسأل ولا أحد يراجع.. ستة ليمونات قال!! كان تجي عندنا لو أنها دخلت شجرة ولا أحد حيعبرها!!
كلمة أعز
ما قصرت الفضائيات في الاحتفال بيوم المسرح العالمي.. بس السؤال هو مسرحنا وينو؟!!