جمال علي حسن

البنادق هي التي ستكمل الجولة


انتهت أمس المهلة المقررة من الاتحاد الأفريقي عبر آلية الوساطة للحركات المسلحة وحزب الأمة للتوقيع على خارطة الطريق، وكما هو متوقع لم يتغير موقف المعارضة المسلحة من الخارطة، ولم يعد أمام أمبيكي إلا أن ينجز إجراءه المتوقع أيضاً بإحالة ملف المفاوضات بين الحكومة والحركات المتمردة، لمجلس السلم والأمن الأفريقي، للاجتماع والتقرير بشأنها.
لكن المتوقع أيضاً، بل الذي حدث بالفعل على أرض الواقع أن الجيش السوداني باشر عملياته العسكرية، لهذا الصيف فعلاً، ولم يتح المجال لسياسة (جرجرة الوقت) التي تتبعها الحركات المسلحة حين طلبت تلك المهلة بنوايا مسبقة بعدم تغيير موقفها .
وحسابات الجيش السوداني الآن لن تنتظر نتائج تهديدات أمبيكي للحركات المسلحة بإحالة الملف إلى مجلس السلم أو حتى مجلس الأمن.
حسابات الجيش السوداني تقول لا وقت للانتظار.. هي حسابات زمن وترى أنه كلما استمر تطويل أجواء المفاوضات في هذا التوقيت خسرت القوات المسلحة المزيد من أيام الصيف الممتازة عسكرياً وهذا هو الذي كانت ترجوه وتهدف إليه تكتيكات الحركات المسلحة التي تعلم تمام العلم أن القوات المسلحة السودانية تدخل هذا الموسم من العمليات بنقاط قدرة أعلى ومعنويات مرتفعة وجاهزية أكبر وعزم أشد على حسم التمرد فعلاً وليس قولاً، وذلك في مقابل وضع عسكري ضعيف ودعم خارجي للحركات إن لم نقل إنه مجفف فهو في أحسن أحواله سيكون دعماً متوضعاً موارباً وعلى استحياء، فالداعمون الغربيون لا وجه لهم يلومون به الجيش السوداني بل هم يشعرون بإحباط كبير تجاه مواقف وخيارات حلفائهم المتمردين.. وليس للغرب الآن تلك (العين الجريئة) مع الحكومة والتي ظل يدينها بها ويستنكر على القوات المسلحة أداءها لمسؤوليتها في مواجهة وحسم التمرد العسكري وحماية الأرض والعرض .
هذا عمل الجيش.. وهذا واجبه وليس هناك لوم إطلاقاً على الحكومة في خيارها لحسم التمرد بعد توقيعها على خارطة الوساطة من طرف واحد بل اللوم على من امتنع عن الاستجابة للتسوية التي توقف الحرب.. يتحمل هو مسؤولية سوء تقديره لموقفه و(يشيل شيلتو) .
أتوقع أن تتلقى الحركات المسلحة والقوات المتمردة ضربات موجعة وقاضية من القوات المسلحة السودانية هذه المرة فالجيش السوداني مرفوع عنه اللوم الأفريقي ومرضي عن مواقفه العربية التي كانت على أتم وأكمل وجه في العاصفة والرعد، أما المجتمع الدولي فهو في حرج كبير بعد توقيع الحكومة على الخارطة .
ما يعني أن كل الظروف تتضافر ضد موقف المعارضة المسلحة المتعنتة هذا العام.. ولو نجحت عمليات الصيف فلن يكون هناك داعٍ لطاولات الشتاء القادم من الأساس .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.