ذكرى الانتفاضة.. نذبحها فيذبحنا الشرود
قناعتي أن الإنقاذ هي الأحوج لإحياء ذكرى السادس من أبريل والاحتفاء بها وتمجيدها أكثر من القوى المعارضة.. ليس فقط من باب تأدية الواجب النبيل تجاه ثروات ومغانم وتاريخ هذا الشعب وإبراز أمجاده.. لا.. ليس هذا فقط فربما تكون الأهداف النبيلة غير واقعية في السياسة.. لكن حتى من باب إعادة تصحيح مفهوم الثورة في الساحة السودانية الراهنة بتضمين هذا الدرس الثوري التاريخي في مناهج المعارضة الجديدة.
أحوج ما نكون الآن لإعادة تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية فالنظام الحاكم لا يجب أن يتفادى الاحتفاء بذكرى انتفاضة أبريل لأن أبريل هي ثورة شعبية خالصة لم يكن للتمرد المسلح أي دور أو سهم فيها .
وانتفاضة أبريل هي ثورة قومية لم ترتبط بأية مؤثرات جهوية أو قبلية.. لذلك هي قرار شعبي قومي لا يجب الهروب من ذكراه لأنه لو توفرت ظروفه وقرره الشعب مرة أخرى فلن تكون للسلطة قدرة أو سبيل لمنع صدور هذا القرار، ولذلك فإن كل الذين يحرصون على مصلحة هذا الوطن لا ينتظرون ثورات الجهويين والقبليين والعنصريين الجدد بل لن يسمحوا بها.. كما أن القوى السياسية التي تلوذ بهؤلاء لا رجاء فيها ولا خوف منها في نفس الوقت .
نحتفي بذكرى أبريل وكنا نرجو أن تحتفي الحكومة السودانية بهذه الذكرى وتقوم بتخليد معانيها القومية والوطنية بديلاً للجهوية والقبلية والعنصرية والمصالح الذاتية في ساحة اليوم..
أحوج ما نكون جميعاً حكومة ومعارضة للجلوس كتلاميذ في قاعة أكتوبر وأبريل بكل تواضع نتصفح دروس تلك الثورات.. درس سوار الدهب ودروس الشعب الذي أنجز ثورته بكل إخلاص نحتاجها اليوم بشدة للفت انتباه من يعرضون لافتاتهم الثورية للإيجار في مزادات العالم.
ولأن الذكرى متجددة والاحتفاء واجب نستكمل مقالنا هذا ببعض فقرات من مقال سابق لجنة الشوك في ذكرى عيد الانتفاضة الذي لا نزال نذبحه ويذبحنا الشرود :
واليوم هو السادس من شهر أبريل والذي يصادف إحدى المناسبات الوطنية التي لا سبيل لإنكارها فالثورات الشعبية هي إنتاج وطني تاريخي يعزز مكانة الشعوب الحضارية وتجربتها التراكمية وحين اندلعت ثورات 2011 في المنطقة العربية كنا في السودان ننظر إلى تلك التجارب بعين المجرب الرائد والخبير وليس بعين المندهش والمذهول فتاريخنا يحكي عن إرادة شعبنا ووعيه الثوري المبكر.
هذه الحقيقة وحدها هي التي تجعلنا نقول ونكرر كل يوم لمن كادوا يصفون الشعب السوداني بالجبن كونه لم ينتفض ويحقق الثورة الشعبية الجديدة المفترضة ضد النظام الحاكم حتى الآن، إن شروط قيام الثورة الشعبية لا تُسْتحضر أو تُسْتأجر أو تُصْطنع، ولا تتحقق تلك الحالة بأمصال الطلق الاصطناعي .
تحية خالدة وكبيرة لانتفاضة أبريل؛ وقد سمعت الراحل وردي في إحدى حفلاته الجماهيرية التي أقامها في السنوات الأخيرة من عمره يلوم الحكومة على تجاهلها ذكرى ثورة أكتوبر 21 برغم أن ثورة أكتوبر لم تكن ملكا لأحد فهي ثورة التيارات اليمينية والإسلامية والتيارات اليسارية والآخرين حتى القوات المسلحة نفسها أسهمت في صناعة ثورة أكتوبر وقدمت جعلها فيها، فلماذا يتم إهمال الاحتفاء بذكراها هي وأبريل في كل عام؟.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.