فرجة وتصفيق!!
ما أعلمه وعلى حد علمي المتواضع أن المجلس التشريعي لأي ولاية من الولايات يمثل الإرادة الشعبية للولاية في التشريع والتخطيط ومراقبة التنفيذ والمحاسبة للأداء التنفيذي لحكومة الولاية المعني بها أو المجلس التشريعي تصل صلاحياته سقفاً عالياً، حيث يمكنه حجب الثقة عن الوالي نفسه وفقاً لأحكام الدستور الذي يؤطر صلاحياته، وبالتالي فإن الملعب فيه متسع لأعضاء المجلس التشريعي في أداء برلماني مبهر يجعلهم عين المواطن وأضانه ولسانه كمان، لكن الواقع شيء والمكتوب في الدستور شيء آخر، وأعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم يتنازلون وبرضاهم عن هذه الصلاحيات الواسعة ليرتضوا أن يلعبوا دور المتفرج، وحتى الفرجة فيها كثير من الصمت، إذ لا نسمع اعتراضاً على لعبة خشنة أو تمريره خطأ!! وإلا بالله عليكم قولوا ماذا قدم هذا المجلس الذي يمثل الإرادة الشعبية لمواطن الخرطوم، والذي ظل متفرجاً حتى الآن على الإخفاق الواضح الذي رسمت تفاصيله كارثة الخريف الماضي، والجهاز التنفيذي للولاية يفشل في الخروج من الأزمة التي لازالت تداعياتها في انتظار الخريف المقبل لتتضاعف وتزيد الطين بلة! بل إن هذا المجلس الذي جاء نوابه عبر بوابة صوت الناخب السوداني تغط لجانه في نوم عميق يكاد يتفوق على نوم أهل الكهف، وإلا دعوني أسأل هذه اللجان بمسمياتها المختلفة عن أي وزير أو مسؤول رفعت سبابتها أو خنصرها أو حتى بنصرها في وجه إخفاقه أو تقاعسه عن المسؤوليات الموكلة إليه، لا نسمع إلا أن المجلس التشريعي للولاية استدعى الوزير الفلاني لمساءلته عن القضية الفلانية، وسبحان الله يجد هذا الاستدعاء كماً من الترويج والتداول لدرجة أنه يغطي على مخرجات ما بعد الاستدعاء، ونظل ننتظر ونسأل (أها الحصل شنو).
وطبعاً لم يحدث شيء!! يجيء الوزير يقول كلامه ليجد كل الأذان صاغية تسمع له في طرب عجيب التقول “عثمان حسين” في أنضر وأجمل أيامه وبعدها لا شيء، يلملم الوزير أوراقه ويذهب ولا نسمع عن توجيه ولا توبيخ ولا يحزنون!! لنعيد السؤال مرة ثانية وثالثة ما هو دور هذا المجلس بالفعل؟ هل هو صحيح وكما نص الدستور يمثل الإرادة الشعبية أم إنه ذراع حكومية تبطش بالمواطن وتصدر من القوانين واللوائح ما لا يراعي مصلحة المواطن أو الظروف المحيطة به؟!! إذن السؤال المطروح والمسفوح على باحة المجلس التشريعي هل كل هؤلاء الوزراء أدائهم تمام ومية مية؟؟ هل يسير العمل في سوح وزاراتهم كما يقول الخطاب؟؟ هل لا يستحق معتمد أو وزير ما لفت النظر وسحب الثقة؟ دي خلوها لأنكم لا بتسووها ولا بتقدروا عليها!! على العموم ليس المجلس التشريعي وحده من يخيب رجاء الناخب السوداني وشقيقه الأكبر البرلمان يشاركه الفرجة بالوقوف على شرفات الوزارات من غير أثر أو تأثير، وكان الله في عون صوتنا الذي بح بالحديث عن هذه الفرجة وصوتنا الاديناكم ليهو!
{ كلمة عزيزة
أمس تداول رواد (الواتساب) مشهداً لحادث قيل إنه وقع في أحد المنتزهات بالخرطوم نجم عن وفاة طالبة بمرحلة الأساس، و(الفيديو) كان صادماً للحد الذي لا يمكن مشاهدته مرتين، والغريبة أنه انتشرت صورة لطفلة قيل إنها القتيلة ليتضح بعد لحظات أن الموضوع مجرد فبركة وخيال مريض ليس إلا دون أدنى مسؤولية تجاه من تلقوا الخبر أو شاهدوا الصورة، والموضوع برمته يؤكد أن بعض (الجهلة) يستخدمون هذه التقنية لملء فراغهم بالإشاعات المغرضة، ولو أن من اخترعوها كانوا يعلمون بأنها ستكون متاحة لأمثالهم لتراجعوا عن اختراعها، والأخطر هذه الأيام هي تصفية الخلافات والشتائم عبر صفحات (الفيس بوك) وإطلاق الإساءات للناس مما يدخل أصحابها في دائرة المساءلة القانونية، لذلك أرجو أن تطول يد نيابة المعلوماتية أكثر مما هي عليه الآن، لتطال هؤلاء العابثين الذين ينالون من أمن المواطن ومن سمعة الشرفاء.
{ كلمة أعز
حدثني بكثير من الاستياء بعض ممن كانوا حضوراً لاجتماع برنامج (أغاني وأغاني) عن مداخلة “مكارم بشير” أثناء الاجتماع، والتي طالبت إدارة القناة التي ستدخل الجمهور كعنصر إضافي للحلقات بألا يكون الجمهور هو جمهور (سفة وسجائر)، وطبعاً لا أدري من هي “مكارم بشير” أصلاً! وما قيمتها لتطلب انتقاء جمهور ليسمع سيادتها؟ ألم أقل لكم إن هذا زمانك يا “مكارم” فامرحي!!