شكراً عوضية .. شكراً كارولينا !!
* بترشيح من السفارة الأمريكية بالخرطوم، فازت السيدة عوضية محمود كوكو، ضمن نساء أخريات، بجائزة أشجع امرأة في العالم، التي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية لعشر نساء في العالم قمن بأعمال كبيرة من أجل ترقية مجتمعاتهن وتعزيز مكانة المرأة فيها والدفاع عن حقوقها، وقد تسلمت عوضية جائزتها من وزير الخارجية الأمريكية في احتفال بالعاصمة الأمريكية الأسبوع الماضي، وهو فوز يحق لكل سوداني أن يعتز به ويقف احتراماً للمرأة التي حققته لها تقديراً لها على ما قامت به من عمل عظيم!!
* عوضية، كما يعرف الجميع، بائعة بسيطة للشاي والأطعمة في السوق الشعبي، بمدينة أم درمان، ساءها ما تتعرض له رصيفاتها من معاملة فظة ومطاردة ومصادرة أدواتهن البسيطة بواسطة السلطات المحلية، فعمدت إلى تجميع بائعات الشاي والأطعمة في جمعية تعاونية تهتم بهن وتعمل على حل المشاكل التي تعترضهن، وسرعان ما تحولت الجمعية إلى اتحاد تعاوني يضم ۸۰۰۰ امرأة في ولاية الخرطوم، حسبما جاء في التقرير الخاص بالجائزة الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية. ولقد سبق للسودان الفوز بالجائزة للمرة الأولى في عام ۲۰۱۲ ممثلاً في شخص الناشطة الدارفورية حواء عبدلله صالح المعروفة بـ(حواء جنقو) لسجلها المميز في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة، فلهما ولكل امرأة سودانية التحية والاحترام، ولأمريكا وسفارتها بالخرطوم كل الشكر على هذا التقدير!!
* المتابع للسفارة الأمريكية وأعمالها في الخرطوم، يلحظ نشاطها المميز في الجوانب الإنسانية، وقد زاد هذا النشاط بشكل ملحوظ منذ أن حلت ضيفة على السودان قبل بضعة أعوام (كارولينا إشنايدر) مديرة قسم الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية والناطق الرسمي للسفارة، التي ظلت منذ قدومها نموذجاً للحيوية والبساطة والمشاركة المستمرة في الأعمال الإنسانية والاجتماعية ومحبتها للسودان وأهله لدرجة أنها جددت فترة عملها مرتين بعد انتهاء فترتها الأولى!!
* لفت نظر الجميع الوجود الواضح للسفارة الأمريكية في الأنشطة الإنسانية في بلادنا، على المستويين الجماعي والفردي، في الآونة الأخيرة، وعلى سبيل المثال الدعم الكبير الذي قدمته الوكالة الأمريكية للتنمية، بتوصية من السفارة، للاتحاد السوداني لذوي الحاجات الخاصة (۳۰۰ ألف دولار أمريكي)، والدعم المباشر الذي قدمته السفارة لـ(مدرسة الصبابي للمعاقين ذهنياً)، وإنشاء مكتبة إلكترونية بجامعة الخرطوم مجهزة بأحدث الأجهزة السمعية والبصرية ومزودة بقسم خاص لاستخدام ذوي الحاجات الخاصة، سيطلق عليها اسم الكاتبة الأمريكية الشهيرة (هيلين كيلر)، التي ولدت صماء وخرساء وضريرة، ولكنها استطاعت أن تحصل على شهادة جامعية، وأن تكتب عشرات الكتب التي انتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى المعونات الإنسانية الكبيرة، لدرجة اعتراف وزير التعاون الدولي السوداني كمال حسن أحمد في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة هي أكبر داعم إنساني للسودان!!
* كما لفت النظر الوجود المميز لـ(لكارولينا) على المستوى الاجتماعي والشعبي في السودان، من حضور المناسبات المختلفة والاحتفال مع السودانيين بمناسباتهم الدينية والاجتماعية، وإشرافها الشخصي على إقامة العديد من المناسبات مثل احتفال خريجي البرامج الأمريكية السودانيين(Alumni) بالعيد الثاني والستين لاستقلال السودان، وزياراتها للعديد من الشخصيات والمواطنين السودانيين الذين أسهموا بجهد مميز في ترقية حياتنا وإسعادنا، مثل زيارتها للنجم التلفزيوني المعروف حمدي بدرالدين والنجم المسرحي نبيل متوكل ومؤزارتهما في مرضهما، وقد وعدت بمساعدة السفارة في علاجهما، ما رفع معنوياتهما كثيراً ودل على
محبتها الكبيرة للسودان وشعبه ولمن يقدمون له العطاء والفرح!!
* شكراً كارولينا .. لقد أثبتِي للجميع أن الإنسان يمكن أن يكون عوناً ومصدر سعادة للآخرين مهما اختلفوا معه في اللون والجنس والعقيدة !!