منوعات

خطايا الآباء في أساميّ الأبناء

يولد الطفل عاجزا عن كل شيء، فيسبغ عليه أبوه أو أبواه اسمه. يؤمن البعض أن هذا الاسم سيؤثر في مصير الطفل، ويؤمن آخرون أنّ الاسم سيؤثر في مستقبل الطفل. والحقيقة أن الاسم يعكس وجهة نظر من وضعه لا وجهة نظر من يحمله.

قبل أن تضع لابنك اسما يناسب مظهر طفولته البريء الجميل تذكّر أن هذا الاسم سيرافقه مدى حياته، وراعي في الاختيار أن لا يكون الاسم من أسباب تعاسة الوليد. الطفل لن يبقى بريئا جميلا، بل سيتغير شكله بالكامل، لذا من غير المعقول أن تضع ” لولو” مثلا اسما لطفلة ولدت توا، لأنها ستكبر وقد تتولى مسؤولية من نوعا ما فتخيل أن المدير العام لمصلحة الضرائب التي تريد مراجعتها اسمها لولو!

جنيفر موس مؤلفة متخصصة في شؤون الأسرة أنشأت موقع BabyNames.comالخاص بأسماء المواليد الجدد، تنصح في موقعها بالقول “اختبر الاسم الذي تريد. تريد وضعه للوليد الجديد على نفسك، فاذهب إلى المقهى القريب وقدم نفسك لهم باسم الوليد المنتظر، وراقب ردود الفعل على الاسم فقد تنفع في تقييمه”.

يقدم الموقع المذكور نصائح في كيفية اختيار الأسماء واقتراحات لأسماء المواليد الجدد تتناسب مع تواريخ ميلادهم وحتى مع أبراجهم لمن يؤمنون بهذه القضية. بل أن الموقع المذكور يقدم مقترحات لأسماء بثمانية لغات، من بينها الألمانية والانكليزية والتركية.

وتشيع في كثير من الأمم تقاليد ومعتقدات بشأن أسماء المواليد الجديد، ففي بعض الثقافات، تريد الأم أن ترزق بولد لأنها غالبا ترزق ببنات، فتقرر مع نفسها، أن تسمي المولود المنتظر اسما قبيحا منفرا يطرد عن شر القوى الخفية التي تمنع أن يكون ذكرا وتحيله إلى أنثى!! وهكذا تسمي بعض الأمهات أبناءهن “كلب” أو” تأبط شرا” أو” غضبان” أو ” حزنان” أو ” تعبان” وهكذا. ثم ترزق الأم بولد، وتفي بوعدها مع نفسها أو بنذرها وتضع له الاسم التعس، فيكبر الولد إلى رجل يحمل هذا الاسم، ما يجعل حياته جحيما في أحيان كثيرة. كما أن المجتمع يتعامل مع الأسماء السيئة غالبا بالسخرية وعدم القبول. فتخيل لو انك صاحب شركة، وأعلنت عن وظيفة شاغرة، وتقدم لشغلها رجل يحمل اسم “تأبط شرا غضبان تعبان تالف” ، كيف سيكون رد فعلك؟ هل تقبله موظفا فيتوجب عليك كلما خاطبته أن تقول له” صباح الخير تأبط شرا”!!.

ويرى موقع هوروسكوب المتخصص بالأبراج أن الأسماء تقابل الأرقام الفلكية، وبهذا فهي تحدد مصائر حامليها وتتدخل في أقدارهم. ويفسر هذا المقولة العربية الشائعة” الأسماء تعني أضدادها”، فمن كان اسمه “نظام” على سبيل المثال يكون فوضوي الطباع، ومن كان اسمه “رحيم” تراه قاسيا طبقا لوجهة نظر هذا الموقع، ومن كان اسمه سريع تراه بطيئا وهكذا. ويرى موقع هوروسكوب أن “حساب الجُمّل” الفلكي يجعل لكل حرف في اسم الإنسان تقديرا مصيريا. إلا أنّ هذه تبقى تكهنات ترتبط بمعتقدات الناس.

مشكلات الأسماء في الغالب تقع في أسماء الذكور، وتجدها في كل اللغات، فيما يندر أن تعثر على أسماء سيئة تطلق على مواليد الإناث. وكانت الأسماء المنتهية بهمزة مختصة بالمؤنث” عفراء، بيداء، خنساء، شيماء، زهراء” باتت الأسماء الوافدة من الثقافات الأوروبية والمختلطة باللغة العربية بشكل هجين مظهرا لتسمية مواليد الإناث في اللغة العربية. فشاعت أسماء مثل ” تينا، بي بي، لانا، ميرفا” . لكن على وجه العموم لا تمثل أسماء البنات مشكلة لهن حين يبلغن ويكبرن ويتحولن إلى نساء، وربما تشذّ عن هذه القاعدة بعض الأسماء ومن أشهرها اسم” عذراء” حين تصبح حاملته أمّا لخمسة أطفال ! وليس عجبا أن غنت المطربة فيروز ” اسامينا شو تعبو اهالينا تالقوها وشو افتكورا فيها” ، فهي أرادت إكرام الأهل لمنحهم الوليد اسما يبقى معه حتى الممات.

 

 

البيان

 

hit