جمال علي حسن

الصادق المهدي.. المنتظر


أكثر شخص يتحدث عن عودة الصادق المهدي في الفترة الأخيرة هو الصادق المهدي نفسه.. وأذكر تعليقا عابرا من دكتور البوني في برنامجه الصباحي الأسبوعي بقناة النيل الأزرق على إحدى مينشيتات الصحف قبل اسبوعين (.. تلاتة) والمينشيت كان يتحدث عن تكوين لجنة في حزب الأمة بخصوص تحديد موعد عودة المهدي.. فهز البوني رأسه استعجاباً وقال إن قرار عودة المهدي هو الذي يحدده..!
والصادق المهدي كرر هذا الحديث عدة مرات ففي حواره مع صحيفة الصيحة قبل فترة أكد (أن المواضيع والقضايا التي تقف وراء استمرار وجوده في المنفى قد انتفت، وأنه حالياً على استعداد للعودة إلى البلاد في أي وقت ولكن لا يمكن تحديد موعد العودة وكيفيتها وهي قيد النظر والبحث).!!
نقول للسيد الصادق المهدي ولحزب الأمة وللجنة عودة الإمام الميمونة إن الدعاية المكثفة لعودة الصادق المهدي من منفاه الاختياري رفعت عند الكثيرين سقف توقعات ما بعد العودة حيث أن الرجل تحدث كثيراً جداً عن عودته وخلق هالة عظيمة حولها جعلت الكثيرين يعتبرون أن الصادق يستلذ بفكرة العودة بخلفيات دلالة هذه المفردة كاصطلاح ديني على نسق سيناريوهات عودة الإمام الغائب، ذلك الشخص المخلص الذي سيعوض صبر الأمة خيراً، وما على الأمة إلا الانتظار.
فكرة الانتظار والعودة غير المحددة الموعد لإمام آخر الزمان هي فكرة أزلية وموجودة في كل الأديان السماوية وكذلك في الإسلام مع الاختلاف الكبير بين مهدي الشيعة ومهدي السنة لكن الاتفاق في إحساس الانتظار ويقين العودة.
والصادق المهدي الذي لديه اعتقادات شخصية بأنه يمثل المهدية الثالثة وأن ميلاده كان بعد بشارات محددة وتزامن مع ميلاد المسيح.. إلخ.. يفرط الآن في عملية التشويق لعودته من منفاه الاختياري ما يجعلنا نتوقع أن يفعل هذا التشويق ما يفعل في قلوب بعض الأنصار الذين يستغرقون في إحساس الانتظار والعودة ببعدها العقدي.
سيدي الصادق المهدي.. منفاك الاختياري هو قرار سياسي وقد كان في الغالب قراراً شخصياً منكم كما أن أسباب بقائكم التي انتفت لم تكن واضحة ومحددة بالضبط منذ أن كانت وحتى انتفت فأنت الذي حددت وجودها وأنت الذي قدرت انتفاءها وأنت وحدك الذي تقرر متى ستعود..
لكن وبحسابات سياسية بسيطة فإن رفع سقف التشويق والتوقعات عند المنتظرين لعودة الإمام الصادق المهدي يعقد من مهمتكم بعد العودة المنتظرة فإما أن تأتي بفكرة الخلاص السياسي والحل لأحاجينا هذه أو ستكون عودتكم في نظر الكثيرين فيلماً سينيمائياً عادياً من أفلام (السبكي) لكنه فقط كان قد حظي بحملات دعائية غير مسبوقة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.