الطاهر ساتي

ناس ما جادة


:: لولا الصورة المصاحبة للحوار، والتي عكست تلقائية المتحدث، لذهبت بنا الظنون بأن محررتنا المجتهدة تسنيم عبد السيد إستنطقت سفير الأردن بالسودان تحت التعذيب أو بعد تخديره ..فالحوار (غريب)..سألته المحررة عن تصريحات الذنيبات وزير التربية ونائب رئيس وزراء بلاده حول قضية بعض طلاب الأردن في إمتحانات الشهادة السودانية، قال السفير محمد الفائز بالنص : (ما قاله غير صحيح، وأنا أُتُهمت بأني وراء كل تصريحاته، لأني من أمُده بتقارير ما يحدث، لكن ذلك لم يحدث، أنا ظُلمت بالأردن وبالسودان، ولم أتحدث أبداً مع وزير التربية الأردني في شأن الطلاب المُحتجزين، وحتى أن الخارجية السودانية عندما إستدعتني على خلفية حديثه بشأن الشهادة السودانية، أوضحت لهم بان لا علاقة لي إطلاقاً بما يحدث) ..!!
:: ( كان كده)، أنا إعتذر للسفير .. نعم، لقد ظلمت السفير الفائز – في أربعة أعمدة – بمظان أن السادة بحكومة بلاده، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء، تلقوا تقارير سفارتهم بالخرطوم ثم أصدروا تلك الأحكام الجائرة في حق الشهادة السودانية ..( أنا آسف)، كنت أظن – مثل كل الناس – بأن هناك دولة مؤسسات في الأردن ولا يفتي فيها نائب رئيس الوزراء في أية قضية ذات صلة بدولة أجنبية إلا حسب التقارير والمعلومات التي ترده من سفارة بلاده في عاصمة الدولة الأجنبية، ولكن حسب حديث السفير يبدو أن العلاقة والمؤسسية ما بين السفارة و نائب رئيس الوزراء ( مقطوعة)..ولحين تطبيع العلاقات بين السفارة والدولة، أكرر إعتذاري ..!!
:: ثم في الحوار (إفادة أخرى)..سألته المحررة إن كان لايزال الذنيبات وزير التربية ونائب رئيس مجلس الوزراء في موقفه المتطرف أم تراجع عن تطرفه بعد ( عرف الحاصل)؟، فأجاب السفير الفائز بالنص الصريح : ( لا لم يتراجع أو يعترف بالخطأ)، ثم تمادى الوضوح الفاضح قائلاً بالنص ( لم يتراجع لأنه هو من ذات المنطقة التي ينتمي إليها معظم الطلاب الذين تورطوا في الغش، وهي منطقة الكرك ( جنوب الأردن)، وبالتالي هو يُساند طلابه ويقف معهم )..وعليه، وزير التربية ونائب رئيس مجلس الوزراء هناك لم يغضب لبلاده و لا لطلاب بلاده، بل غضب – لحد الحماقة – لطلاب قريته أو مدينته ( الكرك)، وربما يكون بعض هؤلاء الطلاب المخادعين ( أولاد خالتو)..!!
:: ( كان كده)، أنا إعتذر للأردن..لقد ظلمت الأردن بمظان أن الذنيبات وزير التربية والتعليم – و إللى هو في نفس الوقت نائب رئيس الوزراء – يمثلها ويغضب لها بتطرف وحماقة، أو كما يفعل أي مسؤول..ولكن الذنيبات – حسب حديث السفير الفائز – كان يدافع بالباطل فقط عن ( طلاب قريته)، وليس عن الأردن وتعليمها.. ولكن الأردن قررت عدم الإعتراف بالشهادة السودانية حسب تصريح الذنيبات، أوهكذا سألته المحررة، فأجاب السفير الفائز بالنص : (لا، الأمر ليس كذلك، هذا القرار سيسري فقط على الطلاب الذين غشوا في الإمتحان، أما الذين لم يتم ضبطهم في حالات غش فليسوا معنيين بالقرار)..( كان كده)، أنا إعتذر عن كل تلك الأعمدة التي أهدرت فيها الوقت والمداد والغضب، إذ كنت أظنها قضية أطرافها الأخرى ( ناس جادة )..!!