سعد الدين إبراهيم

الثلاثة يستحقونها


ما يستحقونها هي تحية خاصة والثلاثة هم:-
الأستاذة “إشراقة سيد” التي أدارت معركة فصلها وزملائها بحكمة واقتدار.. بعد قرار فصلها لم تذهب إلى الغابة وتكوّن حزباً جديداً وكان يمكنها أن تفعل ذلك كعادة غيرها من السياسيين.. لكنها أولاً حشدت عدداً من مناصريها ليدعموا استمرارها في الحزب وكانوا سنداً لها.. ثانياً لجأت إلى القانون بنفس طويل حتى عادت بقرار مجلس الأحزاب.. وغض النظر عن المآلات المترتبة على ذلك.. فهي ضربت مثلاً لإدارة المعركة السياسية بأكبر قدر من الحكمة.. فرح معظم الناس بقرار عودتها.. هؤلاء الذين فرحوا ليسوا من أعضاء حزبها.. معظمهم من المحايدين فاستحقت تحية لما قامت به من مواقف مشرقة.
الثاني الأستاذ “مجدي عبد العزيز” معتمد “أم درمان”، استمعت إلى إفادات كثيرة من مواطنين أمدرمانيين يشيدون بمجهوداته.. منهم الأخ الشاعر والإعلامي “يوسف قباني” الذي حكى لي عن تواضعه عند زيارته لمركز “دندرة” في الملازمين .. أعجب “قباني” أن الرجل سلم على جميع الحضور رغم كثرتهم سلاماً خاصاً وعد ذلك من تواضعه الجم.. أشاد الجميع بتنظيمه لسوق “أم درمان” حيث كان يتعذر مرور المواطنين بزحمة وفوضى السوق.. الآن يمكن للعربة والركشة أن تسير بسهولة.. قلت لمحدثي: ولكن الناس يأخذون عليه تشريد بعض الباعة.. فقال هذه ليست مهمته.. على المؤسسات الأخرى مثل الزكاة والرعاية الاجتماعية حل مشكلة هؤلاء وإيجاد بدائل رزق أخرى لهم خاضعة للتنظيم وبما يحفظ لهم الاستمرار.. هذا بجانب إعجابي الخاص به وبحيويته وبإصراره على أن لا يصح إلا الصحيح.
الثالث هو زميلنا الحبيب الكاريكاتيرست الذي أراه عالمياً “نزيه”.. والذي انضم إلى مجموعة (المجهر) الضاربة بقرار رشيد من عرّاب (المجهر السياسي).
تابعت كاريكاتيراته الأخيرة في (المجهر السياسي) ولاحظت عدة ملاحظات.. أنه أصبح أكثر إحكاماً في خطوطه.. كما أصبح أكثر رحابة في موضوعاته.. فتنوعت بين كل العوالم.. السياسة.. الرياضة.. الثقافة والفنون.. في كاريكاتيراته السياسية يبدو عمق أفكاره وحرارتها ومعظمها مقالات وافية.. على سبيل المثال من آخرها التي تصور خزينة النقد الأجنبي يملأ تاجر ألعاب الأطفال كيساً ضخماً بينما يحمل تاجر أدوية حفنة دولارات.. أليس هذا مقالاً يمكن أن تضمنه الإقرار بأن ميزانية وزارة الصحة تعادل أربعة في المائة فقط من الميزانية العامة.. ألا يتضمن الكاريكاتير المقال خطورة فتح باب استيراد لعب الأطفال على مصراعيه وقد ازدحمت الأسواق مؤخراً بالمسدسات والكلاشات والألعاب النارية والمفرقعات.
سعيد أنا بأن يكون ضمن الصحيفة التي أعمل بها كاريكاتيرست بقامة “نزيه” الفنان الذكي والإنسان العميق.