يوسف عبد المنان

نقاط في سطور


{ في لحظات الحزن العميق.. هناك من يجعلك تحس بالفرح والابتسامة والرضا.. وقد خفف عنا أحزان رحيل البروفيسور “التجاني حسن” كثير من الأصدقاء والأحباب والإخوان الذين هرعوا لمنزل الراحل، والذين حملوا الجثمان حتى مثواه الأخير.. يعجز اللسان عن إسداء الشكر ، ويخرس القلم ،ويجف مداده عن التعبير إزاء حالة إقبال السودانيين على بعضهم البعض، يكفكفون دمعة الباكي.. لكن من بين مئات الرسائل والمكالمات حفرت محادثة ثلاثة أشخاص في نفسي أخاديد عميقة، حتى تسربت العافية لقلبي المحزون.. كانت المحادثة رباعية من صهري وأخي د.”سليمان حديد” ، عميد الكلية التقنية بالدلنج وثلاثة من رموز وقيادات أهلي النوبة، الأمير الدكتور “حسن عبد الحميد النور”، أمير إمارة الأجانق، والأمير “فضل هبيلا أبو حمرة” ، أمير قبيلة الغلفان، والأمير “نبيل سعيد” أمير قبيلة الكواليب.. كانوا حزانى على رحيل البروفيسور “تجاني”، وقال الأمير “حسن عبد الحميد”: (نحن في طريقنا لقرية طيبة، ولن نجد الأستاذ “مختار حسن” ، ولا “أبو زيد عبد القادر”، لكننا فقط نواسي ونعزي أنفسنا لأن زيارة المكان تعيد ذكرى إنسان عزيز رحل عنا).
{ لن يحصل دعاة الإقليم الواحد في استفتاء دارفور على أكثر من (10%) من مجموع المصوتين في الاستفتاء الإداري، وبالتالي تصبح مسألة المطالبة بإقليم واحد لدارفور قد انتهت، إلا إذا أفضت مخرجات الحوار الوطني إلى تقليص عدد الولايات الحالية أو زيادتها.. والآن هناك بعض الجهات تطالب بقيام ولايات جديدة.. مثل محلية كتم والواحة في شمال دارفور، وهناك مطالبات في (واتساب) لبعض أبناء محليات النهود وغبيش بقيام ولاية وسط كردفان ،وعاصمتها النهود.. وفي جنوب كردفان أيضاً نشط بعض السياسيين مطالبين بقيام ولاية شرق كردفان ،وتضم المحليات الشرقية.. فهل تستجيب الحكومة المركزية لمزيد من الفيدرالية، وتصغي لمثل هذه المطالب؟ أم تعيد النظر كلياً في الولايات الحالية؟؟ تلك الأسئلة لا يجيب عنها إلا أعضاء مؤتمر الحوار الحالي.
{ وضح جلياً أن كرة القدم السودانية تعاني تدهوراً مريعاً الآن، والشاهد على ذلك سقوط الهلال في أول طريق البطولة الأفريقية، واعتقد البعض أن الأوضاع الإدارية السيئة، وشرذمة كيان الهلال ، وبعثرة حقوقه التي (صنعها) رئيس الهلال بمحض اختياره هي السبب، لكن جاء المريخ المستقر إدارياً والموحد جماهيرياً والأفضل فنياً من الهلال ، وسقط بالتعادل أمام جماهيره في مواجهة فريق سطيف الضعيف جداً.. وأخيراً يسقط أيضاً الأهلي شندي بالتعادل السلبي أمام جماهيره، ويكتب المريخ والأهلي شندي، السطر الأول في صفحة الخروج من البطولة بعد أن سبقهما بالخروج الهلال والخرطوم الوطني.. ويفقد السودان هذا العام وجوده في دوري الأبطال، ويبقى فقط المريخ في الكونفدرالية حتى الخروج المنتظر في الأيام القادمات، إذا كان هذا هو مستوى الأندية السودانية.
{ إذا كانت قيادات المؤتمر الوطني تفكر بذات منطق الأستاذة “عفاف تاور” القيادية الكبيرة في الحزب، فإن الحركة الشعبية ستتقدم على الوطني سياسياً وتستقطب قواعد وجماهير المنطقتين وخارجها.. “عفاف تاور كافي” لا تختلف مع الحركة الشعبية وأطروحاتها، كما قالت في حديثها بصحيفة (الصيحة) إلا بسبب وجود قيادات من غير أبناء النوبة في الحركة، مثل “ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو”.. “عفاف تاور” تريد حركة شعبية (إثنية) خاصة بالنوبة.. وتتحدث عن ظلامات وقعت على النوبة، ولا تنظر لولايتها إلا من خلال (قبيلتها) أو عشيرتها، وتلك هي مأساة المؤتمر الوطني، التي جعلته يحصد أصواتاً قليلة في بعض المناطق خلال انتخابات ما قبل (الكتمة).. “عفاف تاور” بعد (طبظتها) الأخيرة، وحديثها عن تفجير نفسها بعبوة ناسفة لتقضي على حياة “ياسر عرمان” و”الحلو”، عادت للحديث عن حركة شعبية خاصة بالنوبة، وتلك رؤية أكثر تخلفاً، بكل أسف، من رؤى جميع أحزاب المنطقة.