الطاهر ساتي

حماة عهود الفشل .. !!


:: ومن المحن، عندما استنفر أهل الجزيرة بعضهم – وكل أهل السودان – بقاعة الصداقة لتنمية ولايتهم، كتب أحد أبناء الجزيرة بالنص: ولاية الجزيرة، أرض الإنتاج، ولا يجب أن تتسول وتنصب (سرادق الشحدة).. وما أكثر أمثال هذا الذي (خُلق ليرفض) أو (متلقى الحجج) كما يصفه أهل السودان.. وحال هؤلاء في كل المواقف والقضايا كمن يًحدًق في الذهب باحثاً عن العيوب وعندما لا يجد فيه من العيوب ما يستدعي النقد والرفض، يقول (بريقه يؤذي العين).. وللأسف ولاية الجزيرة موبوءة بهذا النوع من الرافضين بالفطرة، وليس بالمنطق..!!
:: نعم، أسوأ ما في الجزيرة هم الذين لا يعملون ولا يعلمون، ومع ذلك يرفضون أعمال الذي يعملون ويقاطعون أقوال الذين يعلمون بالثرثرة والصخب.. وهؤلاء هم الذين استغلوا عزوف أهل المعرفة والخبرة عن العمل تحت راية الحزب الحاكم، وتسلقوا إلى بعض مواقع الحزب الحاكم، وعبر بطاقته تسربوا إلى بعض مفاصل السلطات والمجتمعات، ليمارسوا – بالجهل النشط – هواية الرفض بلا فهم وبلا منطق.. فالفرد منه يريد أن يكون محور الحياة، والآخرون إلى الجحيم ما لم يستجيبوا لرغباته (الذاتية جدا)، سلطة كانت أو ثروة.. وبهذا الابتزاز ظلوا حماة فشل ولاة ما قبل طاهر إيلا ..!!
:: ويوم أدى القسم والياً بولاية الجزيرة، كتبت متوجساً بالنص: كان لطاهر إيلا تأثير إيجابي على مجتمع البحر الأحمر، وبهذا التأثير نجح في تشكيل أضلاع مثلث النجاح (المجتمع الإيجابي، القطاع الخاص، السلطة وقوانينها).. ولو غاب أو غيًب أهم الأضلاع – وهو المجتمع الإيجابي – لما نجح مشروع التعليم مقابل الغذاء، ولما نجح مشروع كفالة اليتامى والأرامل، ولما نجح مشروع تمليك قوارب الصيد والتكاسي، ولما تم رصف آلاف الكيلومترات، ولما تم بناء كل تلك المدارس والمشافي والمراكز والملاعب والأندية و..و.. بالمجتمع الإيجابي نجح إيلا في البحر الأحمر، والكرة – اليوم – في ملعب مجتمع الجزيرة ..!!
:: وقد نجح مجتمع الجزيرة في تبديد الهواجس، وضرب أروع الأمثال في الترحاب والمشاركة في نهضة الجزيرة.. وما نجاح نفرة نداء الجزيرة بقاعة الصداقة (42 ملياراً) إلا نموذج يعكس أن مجتمع الجزيرة بدأ يشاطر حكومته آلام وآمال ولايتهم .. ولكن هناك، بالمجلس التشريعي وبعض مفاصل الحزب، بعض الحرس القديم والرافض لعودة (روح الأمل)، وقد خرجوا – يوم النفرة – كالعقارب من جحور الفشل والعجز، بغرض (تكسير المجاديف).. رئيس هيئة نواب المؤتمر الوطني بالمجلس التشريعي هو قائد من يعكرون صفو التنمية بالجزيرة حالياً.. تزعجه عودة الروح لولاية كانت بلا روح طوال العهود التي كان سيادته قابعاً في (قيادة الحزب).. هذا الرئيس وآخرون هم الذين شكلوا اللجنة المسماة بحصر ما سموها بـ(تجاوزات إيلا) ..؟؟
:: ما هي التجاوزات؟.. على سبيل المثال، يطالبون إيلا بحل المجلس الاستشاري الهندسي الذي بدأ نشاطه بالتخطيط والإشراف على مئات الكيلومترات من الطرق التي ما كانت تحلم بها (مدائن الجزيرة)، ثم بالتخطيط والإشراف على تنفيذ (50) مدرسة بكل محليات الجزيرة، وغيرها من المرافق التي أسماها إيلا بـ(ضربة البداية)، وهي بمثابة أضعاف ما تم إنجازها في عهود (الحرس القديم).. ويبدو أن هذا الحرس الفاشل فوجئ وعجز عن استيعاب ما يحدث.. ثم يطالبون بحل هيئة بدأت بكفالة (23.000) يتيم.. وهكذا.. يطالبون إيلا بحل المؤسسات التي تعمل لصالح إنسان الجزيرة، ربما لتحويل ميزانية التنمية إلى (حوافزهم) ..!!