من يحاسب الوزير؟
{ نفى (أمس) مجلس الوزراء أن يكون قد وجه أو قرر التصرف في مباني جامعة الخرطوم بالنقل أو البيع أو الإخلاء لتصبح مزارات سياحية كما صرح بذلك السيد وزير السياحة وأقام الدنيا ولم يقعدها، لكن برأيي أن نفي مجلس الوزراء كان يفترض أن يلحقه بقرار عاجل وسريع بإعفاء هذا الوزير عن منصبه لسببين، الأول أن الرجل رمى بقنبلة انفجرت دونما سند أو توجيه كما أوضح ذلك نفي المجلس، ليتسبب بحالة من الغضب والرفض، بل وردود الأفعال الساخنة التي شهدتها مباني الجامعة طوال اليومين الماضيين، والطلاب يبدون احتجاجهم على هذا القرار، وهو احتجاج كلف اصطدامات بين الطلاب وقوات الأمن، ما كان لها أن تكون لو لا هذا التصريح (الأهوج) الماعندو سند ولا راس ولا كرعين، لذلك كان على المجلس أن يستفسر الوزير عن هذه التصريحات والمرجعية التي ارتكز عليها في حديثه، لأنه واضح أن مجلس الوزراء لم يناقش الأمر من قريب أو بعيد، طيب السيد الوزير جاب الكلام من وين والتصريح ليس حديثاً (إنشائياً) من شاكلة (الهردبيس) الذي نسمعه من بعض المسؤولين الذين يتبارون في ذبح اللغة العربية والكسرة عندهم محل الضمة والفتحة من حركات الفعل المجرور، والحديث الذي قاله وزير السياحة يتعلق بصرح تاريخي مغروس في وجدان الشعب السوداني، ليس لأن الجامعة الأم الأقدم والأعرق بين الجامعات السودانية، بل إنها واحدة من قلاع النضال في تاريخ الشعب السوداني وبالتالي لن يمر مثل هذا التصريح مرور الكرام! كان على المجلس أن يسأل الوزير جاب الكلام ده من وين وللا هل يحق له أن يقول كل شيء في أي شيء من غير أن يجد شخصاً يحاسبه على ذلك، والسبب الثاني لإعفاء الرجل أن حديثه لفت الأنظار إليه وكشف أنه يعيش في عزلة هو ووزارته عن هم السياحة والآثار، وهي وين السياحة ووين الآثار في بلد كل ما فيه يجذب السواح لو أنه وجد من يخطط وينفذ لهذه المشاريع الإستراتيجية الكبيرة، وبالتالي أجيكم من الآخر، هل سيكتفي مجلس الوزراء بالنفي أم أنه سيتخذ إجراءات ضد الوزير الذي سكت دهراً ونطق كفراً ليكون الإجراء في مواجهته بمثابة سابقة لمن تحدثه نفسه أن يعتقد أن البلد دي مستعدة تسمع أي كلام وتخت الخمسة في الاثنين وما تقول “بقم” وحديث الرجل كلفنا ساعات من الفوضى داخل الجامعة وحرمها، لو لا عناية الله لتطورت ودخلت منعطفاً لا يمكن التنبؤ بما في آخره!!.. ليدخل بذلك وزير السياحة منظومة مجلس الوزراء في حرج بالغ ويشي بأن هذا المجلس يعمل بلا تناغم ولا تجانس ولا ضابط للأحاديث والتصريحات مهما كانت أهميتها وخطورتها!!.. بالمناسبة حديث وزير السياحة (القاطعه من راسه) يذكرني بأحاديث بعض البرلمانيين الذين يستعرضون عضلاتهم في الصحف ويعملوا فيها (بارم ديله) وداخل المجلس، وعند الاستجوابات يغطون في نوم عميق ولا نسمع لهم بطولة واحدة أثمرت عن هز وزير أو إيقاف قرار أو تأجيل موازنة لنكتشف أن أهم مؤسستين كبيرتين وهما مجلس الوزراء والبرلمان، ليس فيهما من يضبط إيقاع التصريحات بعد أن فشل في ضبط أداء الوزراء الذين لا زال بعضهم لا يعرف عن وزارته أكثر من اسم مدير مكتبه وسائقه الخاص
كلمة عزيزة
{ لا زال وفد أقطاب الحزب الاتحادي مرابطاً في لندن في انتظار أن يلتقي برئيس الحزب “محمد عثمان الميرغني” والذي يبدو أنه لن يحظى بمقابلته إذا أسقطنا ذلك على حديث السيد أبو سبيب في إفادات صحفية له أن “الميرغني” لن يقابل وفداً لم يقم باستدعائه، يعني بالدارجي البسيط “الميرغني” الدايرو يفتح له أبوابه والما دايرو لن يكحل عيونه برؤيته حتى لو قطع الفيافي والدروب، وطبعاً المشهد برمته يرسم الحالة التي يعيشها الحزب الاتحادي ولقواعده ومنتسبيه الحق في أنفسهم إن ارتضوا بهذا الوضع، أما الشعب السوداني أظنه عرف البيه والعليه وأدرك من باسمه حاز القصور وكون رؤوس الأموال وهيمن على مجالس إدارات البنوك ونفسه ومنى عينه نعود لعهود الإقطاع وحمل الأحذية للسادة والكبارات!
كلمة أعز
{ لثلاثة أيام متتالية شاهدت معتمد “الخرطوم” في الأمسيات بالجلابية والعمة يقف بنفسه أمام بيت الضيافة مشرفاً على تركيب أعمدة الإنارة هناك، ما قلنا حاجة وما تقولونا حاجة وبيت الضيافة يستاهل بس ليت الرجل حرص على وجوده أيضاً حيث أكوام النفايات ومواسير الصرف الصحي الضاربة في وسط “الخرطوم” وفي أحياء الغبش البعيدة.