وإذا الجامعة سُئلت..!!
الحتات الفاضية كُلها باعوها ..
جُملة أطلقها والي الخرطوم الحالي عبدالرحيم محمد حسين عند إستلامه زُمام الأمر في الولاية الأكثر جذباً لسكان السودان اليوم ، لم يجد ما يُباع وكُل الحتات باعها من هُم قبله ورهنوا ما لم يتمكنوا من بيعه من مؤسسات الدولة المملوكة أصلاً للشعب ، باعوا الحتات الفاضية من ميادين وساحات وقطع خُصصت لأغراض تهم المواطن والمدينة الرياضية والتلاعب بأراضيها للأسف شاهدة على العبث في في ما يخُصنا ولن يعود ما باعوه يوماً إلي حُضن الدولة المنوط بها صون ممتلكاتنا وحمايتها من الضياع لا تضييعها، حدث وما زال يحدُث وبأبشع صورة من صور استغلال النفوذ والهيمنة على مُكتسبات شعب أنهكته السياسات العرجاء وبددت حتى أحلامه..
لم يتبقى سوى الطرق الرئيسية والفرعية في الأحياء والتي نقترح أن تؤجر لنا مُقابل الإستخدام لا أن تُباع ، النيل وروافده وتمددهما في مساحات كبيرة وبلا فائدة تُذكر رُبما يُباع يوماً هو الآخر بنيليه الأبيض والأزرق واللحاق بخط هيثرو لدعم الصرف البذخي على مُنتسبي الدولة ومؤسساتها..
هل هكذا يُبنى إقتصاد الدول..؟
وماذا لو لم يجدوا ما يُباع ..؟
هل سنُباع نحن يا تُري أم نُرهن ومنازلنا ..؟
طال البيع أجمل ما عندنا والحديث عن ترحيل وبيع جامعة الخرطوم إن تأكد يعني اقترابنا من أعماق أعماق الهاوية واقترابنا الوشيك كذلك من الكارثة ، من يبيع تُراثه وتاريخه الذي لم يصنعه أو يُساهم فيه لن يتوانى عن بيع أي شئ فليذهب من يفعل ذلك غير مأسوف عليهم ومزابل التاريخ بها مُتسع لاحتضانهم كما احتضنت من قبل غيرهم من النكرات الذين لم يخلُدوا بانجازاتهم الايجابية ولم يتركوا في ذاكرة الناس من أثرٍ يُذكرونهم به سوى الخراب ..
يكفي ما أنتم فيه فلن ينصلح لنا ولا لإقتصادنا حال وأنتم كذلك..
يكفي وسياسة بيع الأراضي ورهن المؤسسات لن توفر لكم من الإيرادات ما يُغنيكم عن غيرها من الموارد التي أسس لها علماء الإقتصاد والتي لن تتأتى إلا بالإنتاج الذي أوقفتم عجلته بالعراقيل والجبايات والرسوم التي دفعت مؤسساتنا الانتاجية ومشاريعنا للتوقف واضطرار أهلها للهروب إلي غيرنا أو الإستقرار في محابس الله وحده أعلم متي يُفك أسرهم منها واستوطن من بعدهم البوم والهوام مؤسساتهم ، أوقفوا هذا العبث وقدموا للشعب كشفاً للحساب يوضح أين ذهبت أموال ما فرطتم فيه من قبل وما من مشاريع تعمل الأن أوجدتموها تُقابل تلك الأموال ..
سؤال أخير..
إرتفع الدولار إلي رقم لم يصل إليه من قبل وخوفاً من أن يرتفع أكثر وهو المتوقع إرتفعت تبعاً لذلك حتى الأسعار وتوقف أصحاب السلع المستوردة الضرورية عن البيع ومعهم كل الحق ..
هل ستُوقف عمليات البيع هذه زحف الدولار يا عباقرة الإقتصاد..؟
والله وحده المستعان..