أم وضاح

السفير مشاتر وما مذاكر

لا يهمنا كثيراً إن لم يكن السفير السعودي بـ”القاهرة” لم يدرس التاريخ أو لا علاقة له بالجغرافيا أو حتى الرياضيات، لكن يهمنا أن نتوقف عند تصريحه (المشاتر) والذي ضرب من خلاله مثلاً بعودة جزيرتي (صنافير) و(تيران) إلى “المملكة العربية السعودية”، مشبهاً الحالة كما قال إنها تماثل الموقف في (حلايب) و(شلاتين)، اللتان كما قال ظلتا تحت الإدارة السودانية رغم أن العكس هو الصحيح، لنتوقف عند التصريح لخطورته ولأنه استفزازي بالحد الذي يشكل أسفيناً في العلاقات الأزلية والتاريخية ما بين المملكة وشعبها والسودان وشعبه والقديم من المواقف لشعبنا، كدي خلونا منها ونحن أولاد الليلة، والشعب السوداني وحكومته دفعوا بأغلى ما يملكون عندما شعروا أن خطراً يحدق بحدود المملكة ودخلوا في تحالف استراتيجي وعسكري جعلهم يحتلون الصفوف الأمامية في القتال بـ”اليمن”، وفي وذلك قدمنا شهداء هم أكرم منا جميعاً لأنهم انصاعوا لنداء الواجب وقدموا حياتهم عربوناً لمبادئ ظل السودان حريصاً عليها!! ولأن موضوع الجزيرتين هو موضوع يخص “السعودية” و”مصر” وحدهما لا أظن أن الحكومة السودانية قد تبرعت برأي أو أعلنت انحيازها لجهة، لأن الحكومة المصرية أصلاً حسمت الموقف منذ البداية بسعودية الجزيرتين، وهذا شأن يخصها وما كان لنا أنت نتدخل فيه لولا الحديث المريب للسفير الذي انحاز فيه وبالواضح إلى الجانب المصري، وتدخل في ملف (حلايب) مع العلم أن” المملكة العربية السعودية” لعبت فيما سبق دوراً حيادياً في تقريب وجهات النظر في هذا الملف، بما يضمن أن لا تسوء العلاقة أو تنزلق بين الشعبين السوداني والمصري، وبالتالي ينبري السؤال المهم ما الذي (جدَّ) في موقف “المملكة العربية السعودية”؟ هل سندفع فاتورة صفقة شرق أوسطية؟ أم إن السفير (مُلِك) معلومات غير صحيحة جعلته يقدم هذا المثال الذي لا يمت للحقيقة بصلة.
في كل الأحوال الكرة الآن في ملعب الحكومة السودانية، بأن تدفع الجانب السعودي لتوضيح موقفه، لأن الموضوع لا يحتمل ضبابية وقد (هبشنا) في اللحم الحي والأرض عندنا كما العرض والشرف لا تفريط فيها ولا تفاوض ولا تراجع عن مواقف ومبادئ، وعلى الحكومة السعودية أن توضح موقفها تماماً، وعلى ناسنا هنا أن يتركوا ولو لمرة واحدة سياسة (عصا مدفونة وعصا مرفوعة)، لأن ترك الأمر لتتداوله الوسائط الإعلامية وصفحات (الفيسبوك) سيفاقم من الخلافات وسيتسبب في أزمة بين الشعبين، يتحمل وزرها سكوت الحكومات وتطنيش المسؤولين في البلدين، وستظل (حلايب) و(شلاتين) أرضاً سودانية رغماً عن أنف كل من يقول غير ذلك، ولن نتنازل عنها شبراً حتى لو وزنوا تراب هذا الشبر ذهباً، وسنظل نلقن أجيالنا جيلاً بعد جيل هذه الحقيقة والحق الذي لن يسقط بالتقادم ولا الصفقات!!
كلمة عزيزة
كما العادة احتفلت أسرة هذه الصحيفة بإيقاد الشمعة (الخامسة) في عمرها المديد بإذن الله لتواصل مسيرة العطاء والنجاح والتميز والتفرد، حيث ضمت دار الصحيفة أمس وفود المهنئين من القراء والمتابعين الذين حرصوا أن يشاركوا (المجهر) احتفالها، إضافة إلى مجموعة من الفنانين والموسيقيين الرائعين ممن عودونا مشاركة (المجهر) احتفالاتها وشاركونا نجاحاتها، والتحية لكل أسرة التحرير من الصحفيين والصحفيات والكُتاب، والتحية لربانها رئيس مجلس الإدارة فارس الكلمة “الهندي عز الدين”، ولرئيس تحريرها الوقور الأستاذ “صلاح حبيب”.. وكل عام والجميع بألف خير.
كلمة أعز
مهم جداً أن أقول لمن يتولون أمر هذه البلاد والعباد إن بعض القضايا الحساسة لا تحتمل (الدمدمة) و(المضايرة) وعلى رأسها الحديث عن الأرض أياً كان طولها وعرضها، يعني الحكاية لا زيادة زيت لا سكر، الحكاية دخلت في اللحم الحي.. فيا وزارة الخارجية نحن في انتظار رد عاجل وعاصف لحديث السفير السعودي وإن سكتم لن نسكت!!