لمن تتخذ القرارات
قال في حوار صحفي شهير وزير المالية السابق “علي محمود” إن حالة التضخم وأزمة ارتفاع الدولار أزمة مفتعلة، وإن هناك نافذين يلعبون لمصالحهم الخاصة مضاربة في سعر الصرف، مما أدى إلى هذا الارتفاع الجنوني في الدولار، ويومها قد يكون بعضنا قد فسر حديث الرجل بأنه حديث (زول مغبون)، لأنه قاله بعد أن ترك كرسي الوزارة، والمعلومات التي صرح بها ليست جديدة عليه، يعني لا يتملكها بعد مغادرة المنصب ليتخذ حيالها ما يراه مناسباً، وسألناه وقتها طيب لما عندك المعلومات دي وفي يدك كافة الصلاحيات لإيقاف ذلك العبث لماذا ظللت تقف في موقف المتفرج، في موقف سلبي لن يشفع له عنه تصريح بعد فوات الأوان!! من يقرأ تلك التصريحات من حقه أن يتحسس خوفه وينفرط عقد ثقته في مؤسسات الدولة والقائمين على أمرها أن ثمة صفقات (قذرة) تتم في الخفاء لمصلحة بعضهم، وأن ثمة قرارات تتخذ عشان تنصب في معين آخرين تربطهم بأولئك مصالح من فوق “الطربيزة”، أو من تحتها، وحتى لا يتهمني أحد بالجنوح أو المبالغة في ذلك، أشرحوا لي ما معنى حديث والي النيل الأبيض “عبد الحميد كاشا” الذي اتهم فيه وبمنطوق لسانه وزير البيئة “حسن هلال” بأنه قد تراجع عن قراراه السابق بإيقاف استعمال أكياس البلاستيك في تداول وحمل الأطعمة بين المواطنين لخطورتها على الصحة، وقال “كاشا” بكل شجاعة إن “هلال” قد اتخذ هذا القرار لصالح مصنعين يصنعان هذا الصنف من البضائع ستتوقف أنشطتهما في حال سريان الأمر بمنع أكياس البلاستيك، حد يجد لي تفسير لحديث الوالي “كاشا”، عن أن وزير البيئة الذي يجلس على كرسي مناط به حماية أرواح العباد، بل هو يقود واحدة من أكبر وأهم الوزارات (للبفهم دورها)، يتخذ قراراً مفاجئاً واستثنائياً مخالفاً كل الآراء والتوجيهات الصحية التي تحذر من مضار استعمال هذه الأكياس للحد الذي يصيب المواطن بمرض السرطان حمانا الله وإياكم، الرجل وعلى حد حديث “كاشا”، و”كاشا” هذا والي، يعني رجل من داخل الحكومة وعارف يقول في شنو، وهو ليس حديثاً استهلاكياً ولا مجرد اتهامات جزاف يضرب بصحة شعبه عرض الحائط من أجل حفنة أو بضعة أقرباء أو أصدقاء خائفين على رأس مالهم من الدولارات أو الجنيه السوداني التعبان ده وفي ستين داهية رأس مالنا من الشباب والأطفال الذين يتهددهم خطر استعمال أكياس البلاستيك!!
ولأن ما قاله “كاشا” خطير كنت أتوقع أن يتصدى “هلال” له بالرد، لكن مشكلة (حيعمل نائم) لحدي ما تعدي العاصفة وإن كان للرجل فهم في السكوت، فلا أدري ما الذي يسكت القيادة السياسية من أن تتحرى من حديث والي النيل الأبيض وتتخذ حيال الوزير الإجراءات الرادعة إن ثبت حديث “كاشا”، لأن هذا فساد على أعلى مستوى وعلى عينك يا تاجر، لكن مهم جداً أن أقول إن القصة بكاملها تشير إلى أمر أخطر من فصولها الحزينة، وهو أننا للأسف قدرنا أن نبتلي بشاكلة وزراء جاءوا المناصب بالصدفة وبحظنا الأسود الهِباب!! ولك الله يا بلد.
{ كلمة عزيزة:
حدثني من أثق في حديثه أن معتمد كرري دعا نواب الريف الشمالي في البرلمان والمجلس التشريعي وعدداً من المواطنين لورشة أسماها تنمية وتطوير الريف الشمالي لمحلية كرري بتشريف وزير الحكم المحلي “حسن إسماعيل”، وجاء الجميع إلى الورشة مدفوعين بالانتماء للمنطقة ومندفعين بطاقة حماس لهذا العمل الكبير، لكن تخيلوا أن السيد المعتمد جاء للورشة متأخراً وقعد ليه ربع ساعة ورحب بالحضور، ثم غادر معتذراً بالسفر الثالثة عصراً خارج السودان، لكن المفاجأة أن محدثي قال إنه تأكد أن المعتمد سافر اليوم التالي الثالثة صباحاً بالطائرة التركية لنسأل سيادته السؤال المهم، هل هذا تهرب من حديث أهل الريف المظلومين الذين كانوا سيواجهونه بسخطهم عن غيابه عنهم منذ تعيينه في الفترة الأولى ولا زال الخريف يشير لقصوره في أداء مهامه، هل تهرب المعتمد حتى لا يواجه بالحقائق التي هي أوضح من عين الشمس؟
{ كلمة أعز
سمعت أن عدداً من المعتمدين تم ابتعاثهم لتركيا لتلقي دورة تدريبية في الإدارة!! حلو شديد! أها حنبقى ذي اسطنبول متين؟؟