جمال علي حسن

حلايب وشلاتين.. ما هي الخطوة القادمة

نعم.. التداعيات الداخلية المصرية لاستعادة المملكة العربية السعودية جزيرتي صنافير وتيران من مصر قد تعقد مهمة السودان في استعادة حلايب (بي أخوي وأخوك) في هذه المرحلة، وذلك يعود للضغوط المتصاعدة التي يواجهها النظام المصري من الشارع الذي وجدت التيارات المعارضة للسيسي فرصتها في تعبئته ضد النظام خاصة وأن السيسي لم يحسن إدارة ملف صنافير وتيران حيث قام بتغييب الرأي العام المصري تماماً عن ترتيبات إتخاذ هذا القرار ولم يعلن عن هذه الخطوة إلا بعد أن تمت بالفعل، مما جعل الأمر مفاجئاً للمصريين وهذه ليست مسؤولية السعودية فهي مثلها مثل السودان كانت تريد استعادة أرضها ومن حقها ذلك وقد نجحت في استردادها بالفعل فهل سننتظر طويلاً إقرار النظام المصري حتى بمبدأ التفاوض أو التحكيم الدولي حول مثلث حلايب وشلاتين تلك الأرض السودانية المحتلة.. أم هناك خطوات واجب اتخاذها الآن .
الخارجية المصرية التي كانت في الماضي تتجنب الرد على تصريحات السودان ومطالبته المتجددة بأرضه انبرت هذه المرة وأصدرت تصريحاً فورياً في الرد على بيان الخارجية السودانية بمجرد صدوره أول أمس.. مع أن بيان الخارجية السودانية دعا المصريين بلغة حميمة وشقيقة وهادئة للتفاوض وقال (ندعو الأشقاء في جمهورية مصر العربية للجلوس للتفاوض المباشر لحل هذه القضية أسوة بما تم مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية أو اللجوء إلى التحكيم الدولي امتثالاً للقوانين والمواثيق الدولية باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات كما حدث في إعادة طابا للسيادة المصرية).
لكن السلطة في مصر وجدت في بيان الخارجية وتجديد السودان لمطالبته بالتحكيم حول حلايب وجدت فيه فرصة ومخرجاً لها من طوق الاتهام الملفوف حول عنقها هذه الأيام بأنها باتت تفرط في الأراضي المصرية بسهولة وهذه ليست حقيقة فجزيرتا تيران وصنافير تؤكد جميع الوثائق أنهما سعوديتان تماماً مثل حلايب وشلاتين التي تتهرب مصر من التفاوض والتحكيم الدولي حولها لأن الوثائق والخرط المتوفرة تقطع بسودانيتهما ومصر تعرف أنها تحتل أرضا لا تملكها وظلت تحاول كسب الوقت وتمديد فترة البقاء فيها حتى تؤول هذه المناطق السودانية إليها (بوضع اليد) ومعروف أن وضع اليد هو أسلوب من أساليب تملك أرض الآخرين بشكل غير قانوني وغير مشروع .
نقول إن موقف السيسي الحرج جداً مع الرأي العام الداخلي في مصر بعد تغييبهم وعدم مواجهتهم بحقيقة الجزيرتين السعوديتين هذا الموقف لا يعنينا وكذلك موقف الحكومة المصرية الحالية حين حاولت استخدام ملف حلايب وشلاتين لضرب مرسي بتضليل الرأي العام المصري حينها بأن مرسي كان يخطط للتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان وأنهم جاءوا في الوقت المناسب لمنع هذه الأفعال.. هذه تكتيكات ظلت السلطة في مصر تستخدمها لمعالجة مشكلات داخلية خاصة بها وهي لا تعنينا إطلاقاً .
السيسي يعلم تماماً أن حلايب وشلاتين سودانية لكنه لا يملك حالياً الشجاعة والجرأة للإقرار بهذه الحقيقة حتى لا يعزز الاتهام الذي جلبه لنفسه بسوء إدارته لهذه الملفات فأصبح متهماً بأنه يتنازل ويبيع أرض المصريين كما يقول الإعلام المعارض له .
لكننا غير معنيين بموقف السيسي الذي وضع نفسه فيه بنفسه.. وعلى الحكومة السودانية أن تواصل ضغطها بكل الوسائل التي بيدها لاستعادة حلايب وشلاتين والرد بالأسلوب المناسب على بيان الخارجية المصرية.. وليعالج السيسي مشكلته الداخلية بطريقته ويتحمل نظامه مسؤولية غبائه ومزايداته بما لا يملك .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.