الفاتح جبرا

حيرتونا والله

لو أن صمويل بيكيت رائد مسرح العبث واللا معقول الأيرلندى الأصل (1906-1989) يعيش بين ظهرانينا الآن لأحنى هامته لنا من فرط العروض المسرحية العبثية واللامعقولة التى أصبحنا نشاهدها على مسرح حياتنا البائس !
فلم تمض أسابيع قلائل على (المسرحية العبثية) التي صاحبت إمتحانات الشهادة السودانية وما صاحبها من أضطراب في التصريحات و (دغمسات) وإخفاء للمعلومات بشكل مزري حتى تفاجأنا بقصة أكثر عبثية (تقول للأولى شنوووو) وهي مسرحية إرهاصات بيع (جامعة الخرطوم) .. هذه المسرحية التي لولا لطف الله لمات فيها خلق كثير ..

بدأت القصة بتصريحات في الإعلام الرسمي (في توقيت واحد) بخبر يفيد نقل كليات الجامعة إلى سوبا ، يقول الخبر الصادر بتاريخ 4 أبريل 2016م والذي نشر في ذات التاريخ بالموقع الأليكتروني لرئاسة الجمهورية –القصر الجمهوري :
http://www.presidency.gov.sd/index.php/2014-02-28-22-58-14/2014-02-28-23-26-12/25-2014-03-01-15-10-14/803-2016-04-05-06-55-49.html
(أكد الأستاذ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية اهتمام الدولة بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي فى البلاد و الدفع بها لأداء رسالتها ، و أعلن لدي لقائه بمكتبه بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ا البروفيسور احمد محمد سليمان مدير جامعة الخرطوم وبحضور بروفيسور سمية ابوكشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي أعلن عن دعمه لمشروع تطوير جامعة الخرطوم بمبلغ 10 مليارات جنيه ، و قال البروفيسور أحمد محمد سليمان مدير جامعة الخرطوم علي أن اللقاء تناول دور جامعة الخرطوم في المجتمع و دورها عالميا مبينا بأن اللقاء تطرق الى تأمين جامعة الخرطوم و نقل كليات الجامعة الي سوبا كما أمن نائب رئيس الجمهورية علي أهمية التوسع و استغلال أراضي الجامعة )..
لاحظوا معي الجزئية الأخيرة التي تقول أن اللقاء تطرق إلى نقل كليات الجامعة إلى سوبا !.. كلام واااضح وصادر عن مدير جامعة بالغ عاقل رشيد وبروف ومنشور في موقع رئاسة الجمهورية ذااااتو .. كمان (تاني في كلاااام؟) .. … نعم طالما نحن نعيش في مسرح العبث الإجابة هي (في كلام ونص وخمسة) !
لم يتقبل الشارع السوداني (بالونة الإختبار هذه) – ما ملسوع وكدة- وجاء الرفض من كل الجهات وإنتفض الطلاب يدافعون عن معقلهم العريق (خاصة وقصص البيع دي بقت منتشرة) ، الشئ الذي إضطر معه السيد مدير الجامعة (للحس) كلامو الفوق ده نافياً حديثة الرسمي الذي تداولته الوسائل الإعلامية المختلفة والذي قال فيه أن لقائه مع السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية قد تطرق إلى نقل كليات الجامعة إلى سوبا
ألم أقل لكم أنه مسرح العبث ؟ طيب (مدير ولحس كلامو) والناس ما عرفت تصدق إن اللقاء (تطرق وللا ما تطرق) أليس من الحكمة أنو (الموضوع ينقفل ) ويموت ويصبح كأجهزة تنصت (الست الوزيرة) الحساسة؟ ، طالما أننا في مسرح العبث فالإجابة قطعاً (لا)
فقد خرج السيد وزير السياحة في (المشهد الثاني) يؤكد صحة حديث مدير الجامعة (الذي تم لحسه والذي يؤكد إنتقال الكليات) قائلاً بأن هناك قرار صادر عن مجلس الوزراء بنقل الجامعة إلى سوبا وغيرها، وتحويل المباني إلى (مزارات سياحية )، مضيفاً في ثقة يحسد عليها بأن مباني الجامعة تحت سلطة وزارة السياحة ..!!
لم يقم السيد مدير الجامعة بالرد على السيد وزير السياحة (نافيا القصة) فتجمع الطلاب وتظاهروا وتم تفريقهم بإستخدام الرصاص المطاطي مما أوقع فيهم عددا من الإصابات بعضها خطيرة !
وتستمر فصول مسرحية العبث بعد تفاقم الأوضاع وخروج الطلاب مدافعين عن جامعتهم التي سوف تنقل كلياتها لتصبح مزاراً تاريخياً وتخرج من كنف التعليم العالي لتدخل في حضانة (السياحة) كما صرح وزير السياحة بذلك ، الشيء الذي حدا بمجلس الوزراء الأستماع فى جلسته الخميس 14/4/2016 الى تقرير من البروفيسور سمية أبوكشوة وزير التعليم العالى والبحث العلمي حول ملابسات طلب إدارة الجامعة تمويل مشروعات تطويرية بالجامعة لمنطقة سوبا، والذي فهم منه البعض تحويل الجامعة والتصرف في منشأتها (طيب حديث مدير الجامعة الأولااااني داك كان شنووو؟؟) !
كما أكد مجلس الوزراء عدم صدور أى قرار من المجلس بنقل الجامعة من موقعها الحالى أو التصرف في مبانيها مع الإشارة الى أن هذا الموضوع لم يكن مجال بحث أو تداول في لقاء السيد نائب رئيس الجمهورية بمجلس الجامعة (لو ما كان مجال بحث طيب مدير الجامعة جاب الكلام من وين؟؟) وبعدين الخبر منشور في موقع رئاسة الوزراء الأليكتروني ! (حدش فاهم حاجة)؟؟؟
وتم إسدال الستار على هذه المسرحية العبثية وعاد المتفرجون إلى منازلهم وهم يهنئون (المخرج) بسلامة إنتهاء العرض رغم بعض الإصابات المتفاوتة (للطلاب) ويواسون (المؤلف) بمناسبة إنفجار (بالونة الإختبار) وعدم وصول المسرحية إلى غايتها، ويضحكون من الأداء الباهت (للممثلين) متمنيين من إدارة المسرح المزيد من العروض العبثية أما (المنتج) فحسابه عند رب العالمين !!!
كسرة :
ياربي وزير السياحة ده عند كلامو وللا (لحسوا) كمان و.. .. حيرتونا والله !!؟؟

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و +(و)

 كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و+(و)

كسرة جديدة لنج :
أخبار (أجهزة التصنت عالية الدقة) التي إستخدمت في غش إمتحانات الشهادة السودانية لسنة 2016 يا وزيرة التربية شنوووووووو؟ : (و) ….