الطاهر ساتي

أغنيات إستراتيجية ..!!


:: وصلاً لما سبق بزاوية الخميس، بعد أن امتلاك وجدي ميرغني أسهم الشيخ صالح الكامل بقناة النيل الأزرق، عقد ورشة واقع ومستقبل القناة كخطوة أولى نحو الإصلاح و التطوير..وكانت من أهم توصيات الورشة تحويل القناة الخاسرة إلى قناة ناجحة ثم إلى مؤسسة إعلامية متكاملة، بحيث تطلق القنوات المتخصصة، وتبث الإذاعات المتخصصة، وتصدر الصحف المتخصصة، وتفتح مراكز التدريب والتأهيل..وكل هذا المشروع المتكامل لتوسيع منافذ الوعي والمعرفة للمجتمع، ولتوفير فرص العمل والإبداع للشباب، ثم لإحياء شركات الإنتاج الإعلامي و إدخالها في عالم الإنتاج ..!!
:: وجدي ميرغني يختلف عن السواد الأعظم من ( الجلابه)، فالرجل يزرع وينتج ويصدر، أي ليس مجرد ( سمسار)، ولا يخادع الشعب والحكومة بتعبيئة وتوزيع المنتجات المستوردة – أوالمدعومة بأموال الشعب – تحت ستار الإحتكار ومزاعم الجودة..ولايحترف الإنتاج والتصدير – في عصر السمسرة و الجوكية – إلا أصاحب الرؤى و( أهل الوجع)، وهؤلاء هم من يستحقون دعم الدولة – حكومة ومجتمعا وإعلاماً- وليس الذئاب التي تشتري وتخزن ثم تبيع بالسعر الإحتكاري .. ولو كان وجدي يريد قناة تختزل قضايا الكون و السودان في الرقص والطرب لأطلقها من القضارف بعائد إنتاج سمسم موسم، ولكنه يسعى لتأسيس مشروع إعلامي سوداني بحجم وتأثير ( الباقات الكبرى)، وهذا ما لم – ولن – يستوعبه حراس مسمار جحا المسمى مجازاً بأسهم الحكومة.. !!
:: ومن المحن أن تعلن الحكومة تصفية سودان لاين ثم تشارك – وتصارع – القطاع الخاص في قناة منوعات، وكأن الأغاني من إستراتيجيات المرحلة .. المهم، بعد أسابيع من الشراكة في النيل الأزرق، شرع وجدي في العمل .. رغم التكدس والزحام، تم إكمال ملفات العمالة وتوفيق الأوضاع بحيث لا يتعرض أي عامل للتشريد، وكذلك تمت مراجعة وتنظيم الهيكل الإداري وزيادة راتب العاملين بنسبة (60%)، وهكذا صارت القناة – يادوب – مؤسسة ذات نظم ولوائح، بعد أن كانت مجرد (لمة ناس)، كما أشار تقرير المراجع أبوبكر مارن..ثم تم تحديث كامل لكل الأجهزة والكاميرات، وتم دعم أسطول المتحركات بالسيارات المطلوبة، وتم إنشاء أستوديو – خصيصاً لبرامج الصباح – بأحدث المواصفات، وإرتفع إيراد القناة – التي كانت خاسرة 30 مليار جنيه – بنسبة (30%)..!!
:: ثم عرض عليهم المشروع الإعلامي المتكامل، أي إطلاق القنوات والإذاعات المتخصصة في كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والخدمية، فالحياة ليست فقط (أغنيات وإعلانات)..ولأن خزينة مسمار جحا أفقر من ( فأر المسيد)، ولن يدفعوا جنيهاً في مشروع كهذا ، عرض عليهم وجدي – كتابة – إقتراح المشروع بحيث يتم إستخدام اسم وشعار النيل الأزرق في القنوات والإذاعات كما تفعل روتانا وغيرها من ذوات الباقات الكبرى، مقابل أسهم غير مدفوعة للحكومة (4%) أو نسبة أرباح (20%)..هكذا كان العرض المقدم لممثلي الحكومة في مجلس إدارة النيل الأزرق..!!
:: وما يُحزن، لم يرفضوا العرض و لم يناقشوه بطلب المزيد من الأسهم والأرباح، بل تجاهلوه بمنتهى الإستفزاز، وكأن مقدمه ليس بشريك ومنقذ لقناة كانت على حفاة الإنهيار من تراكم الخسائر ( 30 مليار)..منذ أكثر من نصف عام لم يجد الإقتراح رداً ولو من سطرين رافضين..وكان طبيعياً أن يتجاوز وجدي محطة حماة مسمار جحا بمجلس إدارة النيل الأزرق، ويخاطب بفكرة المشروع المتكامل – وعرض الشراكة في قنوات وإذاعات المشروع – الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام ، بإعتباره المسؤول عن مسمار جحا وحماته..وليته ما خاطب بلال، أو ليت بلال تجاهل أيضاً..غداً باذن العلي القدير، ( رد بلال)..!!