زاد وجدي
في اليومين الماضيين طلع في الكفر الإعلامي السيد الرأسمالي الوطني “وجدي
ميرغني”.. بسبب أنه يعمل على إنشاء قناة جديدة وذلك على حساب قناة (النيل
الأزرق) والتي برغم أن “وجدي” يملك أكثر من خمسين في المائة.. من أسهم
ملكية القناة إلا أن الحرس القديم غل يده.. ثمة اتهام للرجل بأنه سيقضي
على قناة (النيل الأزرق) وهذا حسب تفكيرنا الأحادي.. كأنما ينبغي أن يكتفي
المرة حين يستثمر في الإعلام بقناة واحدة.. وعلى العكس تماماً المستثمر
العملي يفكر في قنوات وليست قناة واحدة ودونكم قناة (روتانا) ثلاث أو أربع
قنوات ودونكم قناة (النيل المصرية) مع أنها قومية خمس أو ست قنوات.. و(الإم
بي سي).. فاقت العشر قنوات.. وغيرها وغيرها.. إذن أن يتبنى المستثمر عدة
قنوات، فهو أمر طبيعي ومطلوب، ويجب أن نشجع “وجدي” على إنشاء قناة رياضية
تقوم على أسس متقدمة لتخدم الرياضة السودانية وتنهض بها في الترويج
للدوري المحلي بأستوديو تحليلي راقٍ يعتمد على التكنولوجيا الرفيعة في عرض
المباريات وتحليلها.. بالعكس هي فرصة أمام (النيل الأزرق) لتدخل منافسة
حقيقية.. فقط أعيب على الفكرة الاعتماد على كوادر قناة (النيل الأزرق)
واستقطابها، فكان أن تخلق القناة الجديدة كوادرها، أما الكلام عن كون
المذيع “محمد عثمان” والمذيعة “رشا الرشيد” ما كان ينبغي التفريط فيهما لأنه
لا يمكن الاستغناء عنهما، نقول ما قلناه من قبل عن كون أن “القبور ملأى
بالذين لا يمكن الاستغناء عنهم” مع تمنياتي للجميع بطول العمر الهاني
السعيد، لكن الأوفق أن تخلق القناة نجومها وتعتمد بنسبة كبيره على نجوم
جدد ظهروا معها.. “حسين خوجلي” في قناة (أم درمان) اعتمد على مذيعين مهمشين في
قنواتهم أو تركوا العمل في الفضائيات أو يعملون في إذاعات (الاف أم)، بجانب
عناصر جديدة، فخلق توازناً وأضاف بذلك كوادر جديدة بعضها ذهب إلى قنوات
أخرى، لكن معظمهم خاصة الكوادر الجديدة ارتبطوا بالقناة ولا يرغبون في
تركها مثل “أحمد العربي” و”الواثق جار العلم” و”ملاذ حسين” وغيرهم وغيرهن.. على
ذلك هذا هو التحدي الوحيد أمام القناة الجديدة.. ومديرها ذاته الأخ
“الطاهر حسن التوم” يحمل أفكاراً كبيرة ويحلم بشاشة أعمق وأشمل من قناة
(النيل الأزرق).. والقناة الجديدة تحتمل أكبر جرعة من الأفكار الجديدة
خاصة و”الطاهر” (ولد) الصحافة، والصحافيون أثبتوا جدارة في التقديم والإعداد
التلفزيوني ودونكم “ياسر عركي” و”محمد عكاشة” و”سراج الدين مصطفى” و”العشاي”
و”مشاعر عبد الكريم”، وقبلهم “أم وضاح” و”نسرين النمر” و”خالد ساتي” و”عبد الباقي
خالد عبيد”.. وغيرهم.. إذاً فيمكن للقناة الجديدة التحليق بأجنحة مفرودة
بالإبداع والتميز.. وهمسة للنقد الفني في الصحف السودانية عليه أن يطور
أدواته فعوضاً عن تقليم أظافر القناة الجديدة.. عليهم أن يهدونها الأفكار
والأجندة الإعلامية التي يجب أن تكون لها الأولوية ومن ذلك على سبيل
المثال الدراما، وقد نجحت (قناة الشروق) في تقديم جرعة درامية ناجحة في
(حكاية سودانية)، وقد شاهدت دراما مؤخراً بعنوان (تكريم مؤلف).. كانت لطيفة
جداً ومخدومة، كان على النقد الفني أن يطرق على ذلك بقوة خدمة لقضايا
الدراما السودانية التي أصبحت كاليتيم في مآدبة اللئام.. دعوا القنوات
السودانية تملأ الفضاء باستثمار قادر على تكاليف التميز..
والله يولي من يصلح.