السياسي والأكاديمي دكتور الصادق عمر خلف الله: واشنطن لديها رغبة حقيقية لرفع الحصار الاقتصادي عننا ولكن ..!!

نسعى لإقامة ملتقى اقتصادي بين رجال الأعمال السودانيين والأمريكان

الوضع الآن ممهد جداً لعقد كثير من الاتفاقيات

رفض التأشيرات لوزراء سودانيين كان فنياً وإجرائياً..

حوار : القسم السياسي

حراك يتم ببطء في مجال تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسودان يخوض غمار ذلك التغيير أكبر معهد أمريكي هو معهد همبتي دمبتي انستيوت، نظم المعهد زيارة لأعضاء من الكونغرس الأمريكي للسودان في نوفمبر الماضي ونظم زيارة لأعضاء من البرلمان السوداني لأمريكا، يلخص رئيس مجلس أمناء المعهد الصادق عمر خلف الله رؤية المعهد وجهوده في ذلك، ويبدو أكثر تفاؤلاً بحدوث رفع للحصار الاقتصادي الأمريكي على السودان .. خلف الله يشرح رؤيته في حوار مع (الصيحة) إلى ما دار في الحوار:

ـ منحتك جامعة الأحفاد بالأمس الدكتوراة الفخرية؟

الأحفاد مؤسسة تعليمية لها باع طويل في التعليم وخصوصاً تعليم البنات في السودان، وجامعة الآحفاد محور اهتمام الكثير داخل وخارج السودان وخصوصاً قطاع التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، الجامعة في حد ذاتها ونشأتها وتاريخها الطويل وقيادتها بروفسور قاسم بدري امتداد لتاريخ لعميد الأسرة بابكر بدري. أنا لدي دكتوارة في السياسة والإدارة من الولايات المتحدة لكن الدكتوارة التي منحتني إياها جامعة الأحفاد فرحت بها لأنها تقدير من البلد ومن جامعة مرموقة. تعليم البنات فكرة في كل دول العالم لأن الأم هى الأساس والاهتمام بالمرأة .

ـ نشأت في ظل أسرة قانونية وقضائية ما تأثير ذلك عليك؟

والدي كان رجلاً من رجال القضاء أطال الله في عمره وصل إلى محكمة الاستئناف واغترب بعدها لدولة البحرين رئيسًا للمحاكم الكبرى، القانون جزء من حياتنا، وأقارب كثر يعملون بمهنة القضاء والمحاماة لكن أنا توجهت لمجال بعيد عن القانون وإن كان قريباً منه.

ـ نظمت عدداً من المؤتمرات الدولية يلاحظ عليها تعدد وتنوع موضوعاتها؟

التنوع في تنظيم المؤتمرات الدولية مفهوم جديد أدخلته الأمم المتحدة في كل المجالات وهو مفهوم التنمية في كل المجالات من الصحة والتعليم إلى حقوق الإنسان والتقانات الحديثة، نظمت وشاركت في تنظيم مؤتمرات دولية منها مؤتمر البحرين الدولي والمؤتمر الأمريكي لرجال القانون في يوتواه، تلك المؤتمرات استمرت في العمل لفترة طويلة وكان لنا دور في تأسيسها ومتابعتها في كل المجالات.

ـ هل هناك حماس من الولايات المتحدة لتحسين العلاقات مع السودان؟

الولايات المتحدة الأمريكية عكس ما يتصوره البعض لها حماس كبير جداً في عودة العلاقات الأمريكية السودانية، وهو ليس حديث الإدارة الأمريكية الآن وإنما حتى الإدارات السابقة، وحسب مقابلاتي مع الإدارات الأمريكية السابقة فهناك رغبة كبيرة في اختراق الصعوبات الموجودة لكن لأسباب واقعية تتعلق بالسياسات الخارجية للدولتين وتباين مواقفهما في فترات جعل من الصعوبة التوافق.

ـ قمت بزيارة بمعية وفد من الكونغرس الأمريكي للسودان نهاية العام الماضي ما هو التأثير الذي أحدثته الزيارة؟

قمت بمعية وفد من الكونغرس بزيارة القاهرة وأجرينا اتصالات، ووجدنا رغبة كبيرة من أعضاء الكونغرس وأنهم يفكرون في وضع السودان وأنهم جادون خصوصاً الكتلة السوداء، هذا الأمر صاحبه صداقة مع القطاع الخاص في شخص أمين عبد اللطيف وشركة سي تي سي الذين كان لهم دور في كيفية ومحاولة المساعدة في تخفيف المقاطعة الاقتصادية، وكان دورهم شرح نظرة القطاع الخاص والنظرة غير الرسمية لتأثير المقاطعة على حياة الناس.

وأصلاً أنا كان لدي اتجاه مع أعضاء الكونغرس ليشرحوا للشعب السوداني والقطاع الخاص أن نتائج المقاطعة الاقتصادية أثرت على الإنتاج وعلى قطاعات وأنهم لم يكونوا ناوين الإضرار بالشعب السوداني.

ـ كيف بدأتم ذلك؟

بدأنا اتصالات بيننا وبينهم واتفقنا على القيام بدور إقناع عدد من أعضاء الكونغرس لزيارة السودان في نوفمبر الماضي وعلى أساس أن القطاع الخاص ممثلاً في شركة سي تي سي رعاة لهذا الوفد، تمت الموافقة وأتى الوفد للسودان وكانت النتائج طيبة والتقوا بالنائب الأول لرئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان ورئيس البرلمان ووزير الخارجية والقطاع الاقتصادي، الزيارة كانت مثمرة وكانت دافعاً لتشجيع الأعضاء للمجيء للسودان رغم أنهم أتوا بدعوة من القطاع الخاص وبتنسيق عبرنا.

ـ تقييمك للفترة المقبلة للعلاقات بين البلدين خصوصاً مع قرب الانتخابات الأمريكية؟

هناك ربط بين زيارة وفد الكونغرس الى السودان ووفد البرلمان السوداني للولايات المتحدة، بعد رجوع وفد الكونغرس لأمريكا تحدث الوفد مع أعضاء الكونغرس وأجرى اتصال مع البيت الأبيض والاستماع لأعضاء الوفد لأخذ مشورتهم وجدوا أو لم يجدوا في السودان أو ما لمسوه أثناء زيارتهم للسودان. ونحن أيضاً تلقينا اتصالاً من البيت الأبيض بنفس الخصوص وتحمست جداً، وكانت هناك رغبة من البرلمان السوداني للتواصل في الزيارات، قام معهد (اتش دي أي) بترتيب زيارة لأعضاء الوفد البرلماني لواشنطون وللأمم المتحدة وكانت زيارة ناجحة استطاع فيها الوفد البرلماني بقيادة بروفسور إبراهيم أحمد عمر أن يكسب أصدقاء ويشرح وجهة نظر السودان كبرلمانيين لأعضاء الكونغرس الأمريكي ولأعضاء الأمم المتحدة، وكانت زيارة ناجحة.

ـ هل أحدثت الزيارة انفراجاً؟

الآن بعد هذا الانفراج وبعد الانفراج الذي حدث عبر وزارة الخارجية واتصال الخارجية مع الإدارة الأمريكية وقيام مجموعات أخرى في مجالات مختلفة بزيارة أمريكا أصبح الطريق ممهدًا لحدوث انفراج حقيقي.

ـ كيف أصبح الطريق ممهداً؟

نحن لمسنا هذا الانفراج ولمسته الوفود السودانية الزائرة للولايات المتحدة وحتى زيارة وزير المالية الأسبوع الماضي وجدت ترحيباً كبيراً لم يسبق أن وجدته زيارة أي وفد زائر من قبل، وهذا دليل على نجاح الاتصالات والزيارات لأعضاء الكونغرس او لأعضاء البرلمان أو زيارات المبعوث الأممي.

ـ هل المقاطعة الاقتصادية قرب أوان انتهائها؟

الجو الآن ممهد جدًا لعقد كثير من الاتفاقيات، وأعتقد أن مسألة المقاطعة الاقتصادية هي مسألة زمن وإجراءات، ودائماً الولايات المتحدة لما تضع حظراً اقتصادياً يكون له مدى بغض النظر عما فعلت، ولا يرفع الحصار إلا بعد تقييم وإعادة تقييم وبناء عليه يرفع الحظر.

ـ هل أنت متفائل برفع المقاطعة الاقتصادية على السودان؟

أنا من المتفائلين جداً، وأعتقد أن الولايات المتحدة عكس كثير من مما يظنه البعض، الولايات المتحدة تعمل جاهدة على رفع الحصار، وأنا لمست ذلك من مسؤولين وعدد من أعضاء الكونغرس، لكن يجب على الجانب السوداني أن يفهم أن الولايات المتحدة لا تكن عداءً للسودان عكس المفهوم.

ـ هل ذلك بداية عصر جديد؟

نحن الآن في عصر تاريخي جديد بعيداً عن التقسيمات السابقة كاتحاد سوفيتي وأمريكا كضدين، الآن هناك متغيرات جديدة مثل اللاجئين والصراعات، والصراعات مهما كان موقعها بعدًا عن الولايات المتحدة فإنها تؤثر على الولايات المتحدة، ليس من مصلحة الولايات المتحدة إشعال حروب كما نسمع بل بالعكس لأن اللاجئين عندما يلجأون فإنهم يلجأون إلى أمريكا وأوروبا.

ـ هل الولايات المتحدة جادة في رفع الحصار عن السودان؟

نعم الولايات المتحدة جادة جدًا وأنا الكلام سمعته من مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية ومن أعضاء بالكونغرس، وأنا أصدق كل كلمة أو فعل لمسته أنا من خلال معاملاتي مع الجهتين الإدارة الأمريكية والكونغرس، والإدارة جادة فعلياً في رفع الحصار الاقتصادي عن السودان والمسألة مسألة وقت.

ـ لكن الإدارة الأمريكية فاجأت السودان مؤخراً برفض منح تأشيرات لمسؤولين؟

هذا سؤال سمعته أكثر من مرة أعتقد كما فهمت وعرفت من مسؤولين كبار أن الرفض كان فنياً وإجرائياً، تقديمات التأشيرات للولايات المتحدة عندها شروط وتوقيتات، أنا ما عرفته من الخارجية الأمريكية في موضوع التأشيرات أن الأمر إجرائي وليس المقصود منه وزير الداخلية أو غيرهم من الوزراء ولا لأي مسؤول. وأمريكا أصدرت لوزير المالية ومحافظ بنك السودان تأشيرات زيارة لأمريكا، هناك كثير من الدول الصديقة للولايات المتحدة يحدث أن ترفض الولايات المتحدة إصدار تأشيرة دخول لأسباب إجرائية.

ـ الإدارة الأمريكية مقبلة على انتخابات، ما حظوظ استمرار الانفراج بين البلدين؟

السياسات الأمريكية تتخذ من قبل مراكزنا وأبحاثنا، وحسب تعاملي وقيادتي لأكثر من 35 وفدا من الكونغرس بزيارة عدة دول من بينها مصر والخليج وآسيا والصين فإن السياسة الأمريكية ليست كما يعتقد البعض أنها تتغير بتغير الرئيس، السياسات الأمريكية ثابتة تتغير تغيراً بسيطاً باختلاف الأحزاب والسياسة الخارجية، الشعب الأمريكي مهتم بالأوضاع الداخلية من ضرائب وحالة اقتصادية، في السياسة الخارجية يعتمد السياسيون على مراكز الأبحاث وتقاريرها ومجموعات السلام وجماعات حقوق الإنسان، أتوقع للسودان حدوث انفراج قبل مغادرة الرئيس بسبب عامل مساعد يتعلق بأن الرئيس الجديد يكون مشغولاً في أول سنتين بالملف الداخلي قبل الخارجي، بينما السياسة الخارجية تتغير بالسنتين الأخيرتين لفترة الرئيس.

أ هل تتوقع مفاجأة عند ميقات الأمر التنفيذي للعقوبات في نوفمبر المقبل؟

حقيقة، من الصعب التكهن في هذا الموضوع، لكن ما يمكن أن أقوله إنني اليوم أو هذه السنة أكثر تفاؤلاً وتوقعاً بحدوث أمر أكثر من أي وقت مضى وتفاؤلي ناتج من أشياء ملموسة في العلاقات بين البلدين.

ـ التوتر الحادث في دول جوار السودان هل يمكن أن يسرع رفع العقوبات؟

المقاطعة الاقتصادية للسودان تتعلق بأمر السودان، ولو كان لأحداث الجوار تأثير على رفع العقوبات لحدث رفع الحصار قبل سنتين في أزمات كبيرة في ليبيا، الخارجية الأمريكية تنظر للمقاطعة الاقتصادية كملف الكلمة الأخيرة فيه لما يحدث داخل السودان، لكن في الوقت نفسه أحداث جوار السودان تدعو الإدارة الأمريكية للبحث جيداً لأي نقطة تؤدي للانفراج لتكسب السودان إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والاستقرار في جنوب السودان وليبيا، أعتقد أن الإدارة الأمريكية متحركة في الملف السوداني أكثر من السابق.

ـ ما الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في الدفع بين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة؟

القطاع الخاص في أمريكا يلعب دورا كبيراً وهاما وهو من يحدد السياسات ويدعم المرشحين يستطيع أن يأتي بالرئيس، لكن للأسف هذا غير موجود في دول كثيرة وليس فقط السودان، القطاع الخاص أدواره ثانوية في كثير من الدول وهذا من الأسباب التي تعاني منها الحكومات لأنها تعتمد اعتمادا كبيراً على القنوات الرسمية.

أعتقد أن للقطاع الخاص ممثلاً في شركة سي تي سي دور كبير في تنفيذ رغبات أعضاء وشركات القطاع الخاص والتحدث عن الآثار السلبية للمقاطعة.

ـ هل يمكن أن يلعب معهد اتش دي أي دوراً في تنظيم ملتقى اقتصادي بين القطاعين الخاصين السوداني والأمريكي؟

نحن الآن نعمل مع القطاع الخاص ممثلاً في شركة سي تي سي ، وأنا تبادلت عدة زيارات مع أمين عبد اللطيف لتنظيم ملتقى قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك ويمكن أن يتم قبل نهاية العام الحالي ملتقى اقتصادي كبير، أمين عبد اللطيف يفضل أن يكون بالسودان ونحن نحاول أن يكون بالسودان لكن لظروف لجمع اكبر عدد من رجال الأعمال الأمريكان الذين يفضلون عقده في الولايات المتحدة.

الصيحة

Exit mobile version