نتنياهو من عندنا يا بختنا
انتهى زمن اللّف والدوران، وجاء وقت الحسم، ولا تفاوض ولا مساومة، وسأتمسك بمطالبي، والويل والثبور لكل من يتجاهلها، وأول تلك المطالب أن تدفع لي هذه الصحيفة ألفا وسبعمائة دينار يوميًا نظير تحرير هذه الزاوية، وثانيها، أن تنشر صورتي في الصفحة الأولى من كل عدد، وثالثها أن تصدر هذه الزاوية في ملحق خاص، أي أن تطرح في الأسواق في غلاف منفصل.
أنني أتحدث من موقع قوة لأنني «مسنود»، فقد حصحص الحق، واتضح أن بنيامين نتنياهو سوداني الأصل والمولد. نعم، هو كذلك فموتوا بغيظكم… بيبي نتنياهو من مواليد منطقة الشايقية في جنوب النوبة السودانية… يعني «من عندنا»… يعني «بلدياتنا»… وصاحبكم نوبي أصيل وعجمي اللسان، وأصبح «عرنوبيًا»، أي عربيًا – نوبيًا نتيجة للتعريب القسري الذي تعرضت له ديار النوبة على يد «الغزاة» العرب، والآن يستطيع أن يعلن تبرءه من نصفه العربي علنًا وبقلب جامد، ومن لا يعجبه ذلك فليشرب من البحر الميت، فقد تداولت مصادر سودانية مختلفة شجرة عائلة نتنياهو وأكّدت أنه من مواليد منطقة مروي في شمال السودان وكان لإسرائيل سفير في واشنطن ولد في نفس تلك المنطقة، لأب كان يدير المتجر الوحيد في البلدة، وغادرها مع بعض أهله وهو صبي
انتهى زمن الخوف… كنتم يا عرب آخر الزمان تتفاخرون بأن شمعون بيريس ابن عمكم. بيريس التعس الخائب دخل التاريخ بوصفه السياسي الإسرائيلي الذي قاد حزبه في ثلاث انتخابات عامة وخسرها بجدارة، فهو رجل يملك قدرة عجيبة على انتزاع الفشل من فك النجاح. هذا هو ابن عمكم. أما قريبي وبلدياتي نتنياهو، فهو شيء آخر… سوداني أصيل… رأسه «ناشف»… يقول للأعور «أنت أعمى»… وكلامه «ماشي»… عندما تولى رئاسة الوزراء أول مرة كان أصغر زعماء الشرق الأوسط سنًا، وأقلهم تجربة وخبرة… ولكنه طويل القامة السياسية… تحول نظراته الحليب إلى «روب»… سافر إلى واشنطن ذات مرة وأعطى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون درسًا خصوصيًا في فنون السياسة والحكم، وقال له بالحرف الواحد: «اسمع يا ولد يا كلينتون… أنا من مواليد السودان ولن اسمح لكم بفرض أي عقوبات عليه»، وهكذا فرضت الولايات المتحدة العقوبات على السودان فقط بعد أن غادر نتنياهو واشنطن.
لقد أثبتت الأحداث والوقائع أن الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري كان يتحلى ببعد النظر، وربما كان نميري يعرف صلة القرابة بين زعيم الليكود وأهل شمال السودان فقبل بالتالي بترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا عبر السودان بسعر الكلفة… وأخلص من كل ذلك إلى أن نتنياهو منا وفينا بحكم أنه من مواليد السودان «الشقيق»، وبما أن السودان عضو في الجامعة العربية فلا أقل من منح نتنياهو، بصفته الشخصية، عضوية الجامعة… وإذا كان العرب جادين في تحجيم إسرائيل وتقليم أظافرها فعليهم أن يسعوا إلى ضمها إلى الجامعة العربية ولو بالقوة، لأنّ ذلك كفيل بتحويلها إلى دولة أليفة ومدجنة لا تهش ولا تنش ولا تعرف الفرق بين الآيس كريم و(المِش).
ويطيب لي، بل يسعدني أن أحذر الصحافة العربية، والمصرية على وجه الخصوص بأن اطلاق اسم «نتن» على رئيس وزراء الشقيقة إسرائيل، أمر لا يمكن السكوت عليه… رجل «نتن»… انه أمين مع نفسه ومع غيره، وجدير بالإعجاب لأنه يعني ما يقول، ورجل عملي: طاخ طراخ. ولأنه منا وفينا فلنناديه باسمه الأول «بنيامين» أو باسم الدلع «بيبي»، أو حتى «تيتي»… المهم أي شيء الا «نتن»، فربما يرق قلبه عليكم ويسمح بإقامة دولة فلسطينية في الضفة مربوطة بنفق مع غزة، وأهل غزة يعجبونك في حفر الأنفاق خشية إملاق.
(من عواقب المزاعم بأن نتنياهو وآخرين من قادة إسرائيل نشأوا في منطقة الشايقية في السودان، أن السودانيين يتفننون في تأليف النكات عن بخل الشايقية، لأنهم فقط شاطرون في التجارة والزراعة).