تحقيقات وتقارير

الترابي.. حديث الذكريات و الانقلابات

كشف عراب الحركه الإسلامية الراحل الشيخ حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي أسباب فشل انقلاب 19 يوليو الذي نفذه الحزب الشيوعي، وقدم الترابي خلال حديثه ضمن سلسلة حلقات شاهد على الذي تبثه فضائية الجزيرة هذه الأيام مرافعة عن اعتقال الرئيس جعفر نميري للإسلاميين لأول مرة في تاريخ الانقلابات بالبلاد.

قبضة اليسار:
ويرى الترابي أن تاريخ اعتقالات الإسلاميين يورخ له مع قدوم ثورة مايو 1969، ولكن الترابي أرجع الخطوة التي استفزت كل القوى السياسية في ذلك الوقت ووصفها بالخطيرة إلى أن مايو كانت تحمل الهوية اليسارية، وقال اليسارية بسطت يدها وانتهزوا الانقلاب لتصفية حساباتهم مع الآخرين، وأردف الترابي أن الشيوعيين ضيقوا الحريات، ولذلك فإن الكثير من الطلاب اندفعوا نحو الاتجاه الإسلامي في ذلك الوقت وحاولوا السيطرة على الاقتصاد، الأمر الذي مهد فيما بعد لاصطدام الحلفاء، وباختفاء العدو المشترك بينهم والنميري فقد توجهت المعركة لاتجاه آخر، قائلاً إن المعارضة كانت مكبوتة فأصبح الصراع بينها ونميري والحزب الشيوعي.
انقلاب 19يوليو:
قال الترابي إن انقلاب 19يوليو كان قاصمة الظهر للحزب الشيوعي، وأردف لم تقم لهم قائمة منذ ذلك الوقت وتوالت عليه المصائب حيث تم اعتقال قياداته بليبيا، ويرى الترابي أن انقلاب وضح النهار كان مدروساً، ويحصر أسباب فشله في كون الشيوعيين كشفواهويتهم وخرجوا جهاراً نهاراً ولم يضعوا واجهة بالإضافة إلى اعتقال قياداتهم بليبيا وعدم القضاء على نميري وتمكنه من الهرب، وهو وجه معروف وضابط بالقوات المسلحة.
انقلاب المرتزقة:
أما فشل انقلاب الحركه الوطنية في 1972 على حد تسمية «حكومة مايو « فيدلي الترابي بشاهدته ويقول الحركة الوطنية كادت أن تستولي على النظام ورغم أنهم ظهروا كمرتزقة إلا أنهم كانوا أنصاراً وقلة من الإسلاميين وأن الصادق المهدي عندما تمكن الأنصار من دخول الإذاعة قال لهم «هذه لنا وليست لكم « وبالتالي أدى ذلك لتشتت الجبهة وفشل الانقلاب، وسخر الترابي من خطوة استيلاء الأنصار على الإذاعة قائلاً هم مخلصون ولكنهم لم يحسنوا ذلك مقارنة بالإسلاميين ذوي الخبرة لكنهم كانوا قلة، وأضاف بالقول أن الصادق المهدي ارتد على عقبيه في منتصف الطريق عندما علم بفشل الانقلاب، وقتها كانت الوساطات بينه ونميري قد نجحت.
اتفاق الجنوب:
وصف الترابي اتفاق 27فبراير 1972 لنهاية الحرب بالجنوب بالاستسلام، وقال نميري حاول بعد ذلك الاستيلاء على السلطة فقام بتقسيمه إلى ولايات وأبعد القادة إلى وظائف إثنية، ولذك لم يقبلوا بما آلت إليه أمورهم، وقال الترابي إن جون قرنق أعلن تمرده قبل إعلان نميري للشريعة الإسلامية.
الجزيره أبا:
وشملت شهادة الترابي حادثة الجزيرة أبا ومقتل الإمام الهادي الذي أكد أن الخلاف بين « نميري والهادي « كان دينياً بحتاً، وقال الإمام الهادي حوصر تماماً من قبل النظام العسكري والطيران المصري حتى قتل على الحدود الأثيوبية، ويشير الترابي إلى أنها كانت عربون المحبة بين النميري والرئيس المصري محمد أنور السادات.
التائب:
كان الترابي يتحدث بثقه زائدة رغم محاولات مقدم البرنامج انتزاع إجابة أخرى حول السلوك الشخصي لقائد ثورة مايو عقب التحالف مع الإسلاميين، والذي أكد الترابي أن الوسيط فيه كان طالباً قد درس معهما بود مدني، وقال إن اتجاه نميري نحوهم يعود لإدراكه لمهددات نظامه من الداخل والخارج وظهور بعض النزاعات على حد تعبيره، مؤكداً أن نميري قد تغير سلوكه وأصبحت لديه نزعة دينية وأصبح يجوّد القرآن ويستعين بالقيادات الرشيدة.
ورثة الترابي:
وبرر الترابي لفتاويه التي يطلقها و التي أرهقته على حد تعبيره وجلبت له الاتهام بالكفر على حد قول أحمد منصور أن السبب الرئيس فيها يعود إلى طبيعته الشخصية، قائلاً أنا جرئ وسليط اللسان، وأردف هذه الجرأة ورثتها عن جدي الذي قاد ثورة ضد الضرائب وأبي الذي كان يتنقل ومغضوب عليه، ولذلك نحن ورثنا السجون منذ زمن بعيد.
الذكر والذاكرين:
واستعرض الترابي خلال البرنامج خطواته في بناء تنظيم إسلامي يؤمن بالشورى، متهماً التنظيمات الإسلامية في البلاد العربية الأخرى بكفرها بهذا المبدأ ومحاولة فرض وصايتها على الآخرين، قائلاً كيف يأتي أحد ليطغى على الناس باسم الدين، والله تعالى قال«من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وإعادة نظام الخلافة، مشيراً إلى أنهم في السودان تمكنوا من التجديد في نظام الصوفية، وقال بضحكتة الساخرة المعتادة حاولنا أن ننقلهم من مربع الذكر الدائر إلى الفكر.
شهوة وسلطة:
وأشار الترابي خلال حديثه إلى أن فتنة السلطة وشهوة النفس هي السبب وراء استشراء الفساد.

آخر لحظة