أخطر ما ذكره الجزولي دفع الله..

أخطر ما ذكره الدكتور الجزولي دفع الله رئيس وزراء حكومة انتفاضة أبريل 1985م والنقيب الأسبق لأطباء السودان في المقابلة التلفزيونية بقناة الشروق لصالح برنامج «حوار فوق العادة» هو «أن الدكتور جون قرنق كان يخطط للانتفاضة التي اندلعت في أبريل من العام 1985م بطريقته التي تصل به الى السلطة». > مثل هذا الحديث الخطير يفتح الباب واسعاً لمعاودة قراءة مشروع السودان الجديد الذي كان ينادي به جون قرنق وناصره فيه كثيرون من أبناء الشمال وانخرطوا في تمرده على السلطة تحت مظلة الحركة الشعبية التي ما زالت تشكل حتى الآن مظلة لعدد كبير منهم وفي مقدمتهم الرفيق ياسر عرمان. > السر الذي يذاع لأول مرة والمتعلق بجون قرنق وتخطيطه المغاير تماماً لما كانت تعمل لأجله القوى السياسية السودانية المعارضة لنظام الرئيس جعفر نميري، يكشف عن هدف إستراتيجي يعمل لأجله قرنق لا يمكن أن يصل إليه إلا بالبندقية أو بانتفاضة يقودها هو وليس بانتفاضة تستعيد الديمقراطية كما كان يعمل الجزولي وغيره من القوى السياسية المعارضة التي ترى في الحكم الديمقراطي حلاًِ لمشكلة الجنوب وفي الحكم العسكري سبباً لها، ولهذا هرعت للتنسيق معه لاستعادة الديمقراطية ولكنه رفضها وواصل حربه عليها حتى ساهم في تشييعها في العام 1989م. > ما زال الاسم والعلم والأدبيات باقية بالرغم من انفصال جنوب السودان ورحيل صاحب المشروع قرنق وما زال ارتباط الفرقتين التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالجيش الشعبي لجنوب السودان قائماً وعليه فإن الهدف الإستراتيجي ما زال قائماً وأن المشروع أكبر من قرنق أو أن له شركاء هم من أفلحوا في جره الى هذا المشروع الكبير. > الاستنتاج المهم كذلك أن ياسر عرمان ومنصور خالد لم يتمردا بحثاً عن الديمقراطية التي يتشدقان بها الآن، ولو كانا كذلك لنفضا إياديهما من الحركة الشعبية لحظة رحيل الحكم العسكري المايوي ولكنهما استمرا في تمردهما حتى فصلا الجنوب وأُبعد منصور ربما لظرفه الصحي أو كبر سنه أو أن هذا هو الجزء الذي من المفترض قطعه في مضمار السودان الجديد، ونخلص الى أن الرجلين كانا يعملان للسودان الجديد وفق خياريه «موحد علماني أفريقي أو مقسم لمجموعة من الدويلات»، وقرنق كان يعمل للأول ويخادع به. > أعتقد أن البلاد لن تنعم بالسلام قريباً حتي وإن توصلنا إليه فإنه سيكون سلاماً مثل سلام نيفاشا سرعان ما نعود الى مربع الحرب وذلك في ظل وجود الحركة الشعبية في الحكم في دولة جنوب السودان والسبب هو مشروع السودان الجديد الذي لن يستطيع سلفا كير التحلل منه مهما كان. > على السودان أن يبني إستراتيجيته على هذه الافتراضات المنطقية ويعمل على تقوية جيشه وأجهزته الأمنية لتخدم تلك الإستراتيجيته فلا السلام سينهي الحرب ولا الديمقراطية ستنهيها، وإنما تنتج حكومة ضعيفة لن ينتظرها الجنوبيون وحدهم وإنما مصر لتحسم ملف حلايب وشلاتين كما صرح بذلك أحد الأكاديميين المصريين.

الشاذلي حامد المادح

الانتباهة

Exit mobile version