جمال علي حسن

الأمة ومبارك الفاضل.. كيف التصرف


عندما سئل نائب رئيس حزب الأمة القومي محمد عبد الله الدومة عن علاقة مبارك الفاضل بحزب الأمة قال إن مبارك لا يمثل حزب الأمة الذي نص دستوره على أن من يخرج من الحزب ويكون حزباً يكون مفصولاً تلقائياً، وحديث الدومة يعني أن منطق التلقائية هذا منطق دستوري في الحزب مما يعني أن ترحيب المكتب السياسي للحزب بمبارك الفاضل ومن معه بعد قرار مبارك حله لحزبه عام 2011 يعني أيضاً ضمه تلقائياً لحزب الأمة .
لأن حزب الأمة يعتمد نظاماً (أتوماتيكياً) على ما يبدو في الدخول والخروج من حظيرته التنظيمية، فهو لم يفصل من قبل عبد الله مسار بل اعتبر قيامه بتكوين حزب مستقل هو خروج تلقائي.. كما أنه لم يضطر لأن يعلن فصله أو تبرؤه من السيد عبد الرحمن الصادق المهدي حين تم تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية بل قال إن عبد الرحمن كان قد استقال من مناصبه القيادية داخل الحزب منذ عودته للجيش ولاحظ الفرق بين (مناصب قيادية) و(عضوية الحزب).. المهم أن الحزب كان قد مضغ هذا الأمر على مرارته وابتلعه سريعاً، بل على العكس تماماً كان القيادي ومسؤول لجنه الإعلام بحزب الأمة القومي عبد الحميد الفضل قد نفى في تصريح صحفي عام 2014 تقديم اللجنه السياسية أية توصيه بفصل عبد الرحمن الصادق من الحزب نتيجه لمواقفه التي تتناقض مع خط حزب الأمه القومي واعتبر في تصريحه أن ما أشيع في تلك الأيام ما هي إلا فتنة وأن ذلك لم ولن يحدث علی الإطلاق مردفاً أن الحزب لم يتقدم بفصل عبد الله مسار وغيره من الحزب كيف له أن يفصل عبد الرحمن الصادق .
صحيح أن اندماج مبارك الفاضل في حزب الأمة القومي لم يتم بسبب تفاصيل وخلافات ظهرت بعد العودة لكن الواقع يقول إن العودة قد تمت بمنطق التلقائية المتبعة في الحزب والتي تجعل من حق مبارك الآن أن يتحدث باسم حزب الأمة الذي رحب به مكتبه السياسي حين عاد بل رحب به رئيس الحزب السيد الصادق المهدي ببيان واضح المعنى أكد فيه أن مبارك ومن معه سوف يجدون في حزبهم فرصاً تناسب قدراتهم واستعدادهم.
إذا كان هذا التباين الكبير في المواقف داخل حزب الأمة هو إرث وواقع موجود أصلاً أو يعبر عن اختلالات تنظيمية في حزب يمضي برغم تلك الاختلالات (بالبركة) فإنه ليس بإمكان قيادة الحزب الآن أن تتخذ إجراءات استثنائية صارمة ضد مبارك وحده بسبب تواصله مع المؤتمر الوطني أو اتخاذه لمواقف تخالف رؤية وموقف الصادق المهدي مثل التوقيع على خارطة الطريق .
نحن لا نريد الدفاع عن مبارك الفاضل لكن للحقيقة والتاريخ نقول مثلما يقترب مبارك من موقف الحكومة الآن مخالفاً لموقف الحزب من الحوار وخارطة الطريق فإن رئيس الحزب نفسه السيد الصادق المهدي قد اقترب من حملة السلاح والجبهة الثورية واتفق معهم مخالفاً لاستراتيجية متفق عليها داخل الحزب منذ حل جيش الأمة والعودة للعمل السياسي داخل السودان .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.