سرقات نهارية ونقاط بسط الأمن نائمة!!
في بداية الإنقاذ أقيمت العديد من مراكز بسط الأمن الشامل لتكون بديلاً أو مساعدة لنقاط البوليس بالأحياء كما كان متبعاً، ولكن نقاط بسط الأمن الشامل لم تقم بواجبها المناط بها، وأحياناً لا تجد مسؤولاً بها، أو إذا سألت عنه يقال لك لم يأتِ أو خرج سيعود، فأصبحت نقاط بسط الأمن الشامل بلا فاعلية، ولذلك انتشرت السرقات بالأحياء واللصوص هم من الأحياء نفسها نظراً للفراغ وعدم وجود عمل لأولئك الشباب، إضافة إلا انتشار ظاهرة المخدرات وكثرة تعاطيها من قبل أولئك الشباب، وأذكر في وقت سابق سطا أحد اللصوص الشباب على دراجات الأولاد من سطح المنزل بالثورة الحارة التاسعة وقد شاهده أحد الجيران وهو على السطح، فطالبه بالنزول ولم يعرف أنه يبيّت النية للسرقة، وبعد أيام اكتشف الصغار أن درجاتهم قد اختفت من سطح المنزل فذهبت إلى نقطة بسط الأمن الشامل فلم أجد المسؤول داخل المقر، فسألت عنه فقالوا خرج وسيعود، ولكنه لم يعد فضاعت دراجات الأطفال ولم نعثر عليها، ثم عاد هذا اللص ومن سقف السطح نفسه تقريباً عاد مرة أخرى فهبط إلى منزل جاري وهو نفس الشخص الذي رأى أو رأت كريماته الشخص وهو فوق السطح، وسطا على موبايلات غالية الثمن واختفى تماماً عن الأنظار، فذهب هذا الجار وأبلغ الشرطة ولكن دون فائدة رغم أن كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن اللص من المنطقة نفسها، بـ(الأمس) حدثني أحد الأشخاص وهو يسكن الثورة الحارة السابعة وبالقرب من محطة شقلبان، أنه وأسرته ذهبا إلى مناسبة نهاراً، وعندما عادا في المساء وجدا لصاً دخل المنزل وبالتأكيد هذا اللص لم يكن بعيداً عن الحي أو المنطقة، وربما نفس الشباب العطالة الذين يتصيدون المنازل التي يغيب أصحابها إما للسفر أو المناسبات الاجتماعية.. قال لي وجد الباب الخارجي قد كسر كما كسرت أبواب الدواليب، وسرق معظم الملابس النسائية الثياب الفاخرة والملايات وحتى أنبوبة الغاز لم يتركها والكبابي والأحذية، فهذا اللص وجد راحة كاملة في أخذ المقتنيات الثمينة، وهذا يؤكد أنه ظل يراقب الحي من خرج ومن دخل البيت الذي ظل لفترة خالياً من أهله أو أصحابه في العمل، وبمراقبته تأكد له أن عودتهم ستكون متأخرة.
كثير من السرقات تتم في النهار وفي غياب الزوج والزوجة والأولاد، إن هؤلاء اللصوص لن يتوقفوا من تلك السرقات ما لم تُفعّل نقاط بسط الأمن الشامل بصورة كاملة وبمساءلة من الجهات المسؤولة في الشرطة أو جهاز الأمن، فاللص أحياناً ربما يرتكب جريمة أكبر من سرقة ملابس أو أنبوبة غاز، فأحياناً يلجأ إلى القتل إذا كان هذا اللص من الحي أو من الحارة.. فهل المسؤولون في الأجهزة الشرطية يدركون خطورة فراغ الشباب والعاطلين عن العمل بالأحياء المختلفة.