أم وضاح

قبال يجي الخريف!!

في عز أزمة الكهرباء وسخط الناس وغضبهم من هذا الانقطاع المتكرر، فاجأنا وزير الكهرباء (بعذر أقبح من القطع) وهو يقول إن خمس وحدات إنتاجية خرجت عن العمل ما تسبب في القطوعات التي أصبحت هاجساً وبعبعاً للأسر، وقلنا بعد حديث الوزير وسنقول إن خروج خمس وحدات إنتاجية عن العمل مؤكد لم يحدث في لحظة واحدة ولا بالتتابع في ساعات محدودة، والطبيعي أنه عند حدوث عطل ما تعمل الجهة المعنية على إصلاحه أو البحث عن بدائل سريعة، لكن أن يكتف الجميع أيديهم حتى تخرج خمس وحدات عن العمل حتة واحدة، فهذا أمر يدعو للتساؤل والدهشة والحسرة على ما آل إليه حال البلد والقائمون على مسؤوليات لا تقبل النعاس خليك من النوم الثقيل.. وبما أن الحصل حصل وأصبحت قطوعات الكهرباء واقعاً نعيشه، دعوني ومنذ الآن أدق ناقوس الخطر عالياً للسادة المسؤولين في ولاية الخرطوم بضرورة الاستعداد للخريف القادم منذ الآن، حتى لا ينكشف التقاعس والفشل من أول مطيرة تدق الخرطوم ونبدأ في مشاهدة مسلسل البناطلين المرفوعة والجلاليب المربوطة، والسباحة وقوفاً من السادة المسؤولين الأكارم، وهي ذات المشاهد التي ظلت تتكرر كل خريف وكأنه مكتوب علينا أن نكحل أعيننا بهذه السيقان الطويلة التي تمارس الخوض في الوحل والمياه المتجمعة!!
خلوني أقول إنه الآن فعلياً ليست هناك من أعمال على الطرق أو مجاري الصرف المائي، ومعظم طرق الخرطوم سيئة السفلتة مما يجعلها بؤراً لتجمع المياه للحد الذي يشكل عائقاً للمارة وللمركبات، بل أصبحت سبباً للحوادث المرورية المتكررة.. أما الأحياء فإنني أكاد أجزم أن ذات المناطق التي شهدت تجمعات وبرك من الأمطار السابقة ما زالت كما هي، لم تطلها يد تجريف ولا إصلاح ولا يحزنون، لتتكرر المأساة بالكربون ويفاجئنا الخريف كما يفعل كل عام! أعتقد أن مقولة “يجي الخريف واللواري تقيف” أصبحت مقولة خارج الزمن، ونحن الآن في الألفية الثالثة في زمن الفيراري والبورش وفارهات العربات، لتشكل مفارقة عجيبة، كيف انطلق العالم من حولنا ونحن ما زلنا في مرحلة اللواري البوقفا الوحل والطين.. وهأنذا أقول وأذكر وأنبه السيد والي الخرطوم وأعضاء حكومته ولسة ما زلنا في البر، تداركوا الخريف قبل أن يداهمكم في كل عام، وما عارفة يداهمكم كيف، وهو توقيت معلوم ومعروف وممكن ناس الأرصاد من الآن يمنحونكم تقديراتهم لمناسيب الأمطار ومستوياتها اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
{ كلمة عزيزة
بالله عليكم امنحوني سبباً واحداً يجعل وزراء هذه الحكومة حريصين على أن يمشوا بالمسطرة وينجزوا ما هو منتظر لتحقيق أبسط مقومات الحياة لهذا الشعب.. امنحوني سبباً واحداً!! وأعلى جهاز رقابي يفترض أن يحاسب ويراقب، بل ويوصي برفع الثقة عن أحدهم مشغول بحاله وعايش أيامه، وأقصد بذلك برلمان الهناء وبرلمانييه الذين للأسف أفقدونا الثقة فيه وأفقدوه هيبته وسلطانه، وإلا ما معنى والناس تعاني وتكابد ظروف الحياة أن يعيش نوابه اللحظة وإحدى اللجان تقيم يوماً ترفيهياً لأعضاء البرلمان بضاحية كافوري على أنغام “مجذوب أونسة” وقفشات الهيلاهوب.. بالله بالكم رايق وضميركم مرتاح للفرفشة وسماع النكات!! ما معنى والناس تكابد تداعيات ارتفاع الدولار أن يجتمع رئيس البرلمان بوزير المالية ويناقشوا زيادة مخصصات النواب وتوفير سيارات بالأقساط لحضراتهم؟! يا سادة الترشح لمقعد النائب شرف ووطنية وتضحية وعمل دؤوب من أجل المواطن والوطن مش حصانة وبحث عن المخصصات وغزل للحكومة في الفارغة والمقدودة.. رجاء امنحونا سبباً واحداً عشان نتحملكم.
{ كلمة أعز
معظم إن لم يكن كل القنوات العربية تعتمد الآن في خارطتها البرامجية على قدرات وكفاءات الصحفيين، وأشطر مقدمي برامج “التووك شو” هم من حملة الأقلام، وأشطر إداريي الفضائيات هم من الصحفيين الكبار، وحتى على مستوى فضائياتنا السودانية يمثل أهل الصحافة الآن قوة دفع كبيرة في قاطرة الإعلام المشاهد.. لذلك احتفيت جداً وسعدت بدخول لاعب كبير وهداف خطير من أهل الصحافة إلى حوش الفضائيات، والأستاذ “الهندي عز الدين” يتولى كابينة قيادة فضائية (الخضراء).. وجود أمثال “الهندي” في العمل الفضائي يخلق جواً من المنافسة، الكسبان فيه المشاهد السوداني، وكما أحرز الرجل أهدافاً ملعوبة في ملعب الصحافة نتوقع منه إحراز الأجمل في العمل الفضائي.