صلاح حبيب

أها.. دي آخرتا!!

حلفاية الملوك.. تنعي التفاحة

نعم هي أقدار الله لا نملك إلا أن نقول ما يرضي الله.. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). وقبل حين فقدت مدينتي أحد شبابها المحبوبين الصحفي الشاب “غازي السر” كتبت يومها أن طائر الموت (ينقر) كل حين من ثمرات بلادي اليانعات.. ومتن ثمرات فؤادها.. ومن أثدائها.. واليوم نفقد الأستاذ الشاعر الأديب الإعلامي الصحفي الجهير السيرة صاحب البرتقالة النضرة “سعد الدين إبراهيم”.. وكما سعدت بالأمس أتألم اليوم.. فقد التقيته قبل أن ينتمي لمدينتي صاحبة الجلالة حلفاية الملوك.. التقيته عند صاحبة الجلالة الصحافة حين كان يرأس تحرير أحد شعبها صحيفة الدار، وتوالت لقاءاتنا في العديد من المحافل الثقافية والاجتماعية داخل أسوار المملكة.. وقد وجدنا أن الرجل منا قلباً وضميراً لم نرضَ أن يكون مستتراً.. فالرجل من أصهار المدينة التي لا ترضى إلا بأمثاله من القامات السوامق الغوالي، وصال الرجل أحد مفاخرنا الممتدة من الآباء والأدباء والشعراء بالمدينة، وكم تزدان حديقتنا حين نلتقيه بيننا وتوأمة كانت تربطه بأخيه وصديقه ابن المدينة الشاعر “عبد الوهاب هلاوي”.. فاليوم تعزيته مزدوجة.. نعم ثنائية لا تنقص من إحداهما شيئاً.
نعزيه اليوم لأن كل حاجاته منا فهو من زراع بلدنا الذين بان ثمرهم حتى فاض وعم القرى والحضر.
الأستاذ الراحل المقيم فينا “سعد الدين” كان لا بد من أن نلتقيه كل يوم ونحن بعد لم (نشوف آخرتا).
وما زال له موعد مع كل فرد يهتم بالثقافة والفكر والاجتماع في مدينتي ومدينته المكلومة.. نعم مشارك في كل الفعل الإنساني أتراح وأفراح.. يزينه بحضوره الأنيق.. ومتى ما أعلن أن “سعد الدين” مع أي من أولاد الشياطين.
شياطين الفكر والأدب والشعر والقلم والكلم، فنحن بالطبع حاضرون تغمرنا البهجة والغرور والحبور وأن هذا السِفر الكبير.. من عندنا.
نعم اليوم تنعيه أمه التي احتضنته وهجاً وألقاً ومعها تنعيه كل البلاد التي تعشق البرتقال.. وها هي برتقالة أخرى تسقط من بستان بلادي الوارف.. بل هو نجم هوى خلق فجوة يصعب ملؤها.
وإن أمد الله في الآجال ستظل تنعيه المدينة بكل مفكريها وأقلامها ولا تهدأ النفوس من لوعة الفراق.
حار التعازي لمن عبر ذلك الأريج الفواح ديارهم من مسقط رأسه إلى من هم جوار مرقده الأخير وتعزية خاصة من مدينته التي تحتضن رفاته الطاهرة العطرة لأسرة صحيفة (المجهر السياسي) والتي اختار أن يودع بها عمره الأدبي الإنساني والصحفي.
عمر عبد الحميد خوجلي – أبو مشرقة
كاتب صحفي – صحيفة الوطن
حلفاية الملوك