انتي جنيتي يا بت؟ تخلي القاهرة ودبي وتمشي كمبالا !هل يجب ان نبدل نظرتنا تجاه افريقيا ؟

هل فعلا يجب ان نبدل نظرتنا تجاه افريقيا ؟

انتي جنيتي يا بت ، ما لقيتي حتة تقضي فيها اجازتك غير يوغندا ؟؟ … تخلي القاهرة ودبي وتمشي كمبالا !!!

الجملة اعلاه كانت رد لزوجتي من زميلتها في العمل والتي اخبرتها بأنها تقوم بإجرآت السفر ، لقضاء اجازتها هي والاولاد معي في كمبالا وذلك في العام الماضي … فزميلتها التي تحمل درجة علمية عليا لا تري في يوغندا سوي الوحوش والموت وقطاع الطرق ، وذلك حسب ما هو سائد في المخيلة السودانية عن كل دول افريقيا… لكنها غيرت من نظرتها تلك هي وزميلاتها بعد عودة زوجتي من عطلتها وحكاويها عن يوغندا وأجوائها الجميلة ، ومناظرها الخلابة ، والصور التذكارية التي التقطتها هناك …

سبب هذه الفذلكة ، هو نظرتنا القاصرة كسودانيين للقارة السمراء ورفضنا واحتقارنا لكل ما هو افريقي … وعدم الالمام بالثقافات الضخمة التي تذخر بها هذه الدول من حولنا ، ونحن عنها في جهل ، وليست لدينا أي نوايا أو عزيمة فعلية للمعرفة ..
في رأيي الشخصي سبب هذا القصور يرجع للأعلام وللمثقفين الذين لهم آراءهم السالبة تجاه افريقيا وجعلوا كل اهتمامهم بالدول العربية وذلك للتأثير القوي للثقافة العربية في حياتنا العامة ، مما جعلنا نتجاهل الثقافات الافريقية الغنية والذاخرة ….

قبل فترة التقيت بالاستاذ المذيع عوض ابراهيم عوض في احدي المجالس ، ودار بيننا نقاش مستفيض حول اهمال اعلامنا للثقافات الافريقية ، وسألته سؤالا مباشرا عن عدم اهتمام قنواتنا التلفزيونية بالدراما النيجيرية بالرغم من انتشارها في كل انحاء افريقيا والاهتمام بها من كل القنوات الشهيرة في القارة ما عدا قنواتنا في السودان … كان رده غير مقنعا بالنسبة لي ، حيث قال ان الذائقة السودانية والانسان السوداني هو من يرفض هذه الدراما وليس الاعلامين ، وان القنوات تجارية بحتة تبحث عن الارباح ، وتخشي الكساد ان هي عرضت تلك الدراما الغير مفهومة للمتلقي بسبب حاجز اللغة ….!!!

قلت له ان حاجز اللغة هي فرية يلجأ لها الاعلام لتبرير الاهمال المقصود ، لأن هناك الدراما التركية والتي تمت دبلجتها الي اللغة العربية ولها جمهور كبير الان في المجتمع السوداني وكذلك الدراما الهندية والتي فاق عدد متابعيها متابعي الدراما المصرية من السودانيين ، اذن حاجز اللغة ليس سببا لانتشار الدراما الافريقيا عندنا في السودان ….

نيجيريا استطاعت ان تبني لنفسها ولأفريقيا في العقود السابقة سينما حقيقة تبرز الثقافات الافريقية المتنوعة كتنوع انسانه ، وتحول الاحاجي والحكايات التي تحكيها الحبوبات الي دراما ناجحة تعالج مشاكل الانسان الافريقي بطريقة بسيطة وسلسة ومقنعة لدي جل سكان القارة ….

وتعتبر نليوود – وهو اسم السينما النيجيرية علي غرار هليوود وبليوود – تعتبر ثاني اكبر صناعة سنمائية في العالم من حيث الانتاج ويشاهدها اكثر من مليار مشاهد في افريقيا واوربا ، لكن للأسف الكثيرين منا لا يعرف حتي ان هنالك سينما او دراما نيجيرية ناهيك عن مشاهدتها او وتذوقها …

التنميط المسبق للقارة الافريقية ولكل ما يتعلق بها ، يجعلنا بعيدين كل البعد عن الفنون والثقافات الافريقية ويمنعنا حتي من التفكير الايجابي فيها بصورة جادة … لولا ذلك فماذا يمنع تلفزوننا القومي من تناول هذه الثقافات والدراما وترجمتها الي اللغة العربية حتي يزيل بعض الجهل عن الانسان السوداني والذي بتشارك هذه الثقافات مع الافارقة رغم تأثير وهيمنة الثقافة العربية ….
اتذكر مسلسل ياباني اسمه اوشيبن عرضه التلفزيون القومي وحلقاته فوق ال 100 حلقة ، حتي اصبح الناس يضربون الامثال بمسلسل اوشيين لأي موضوع او وعد يطول امده ولا ينتهي بسهولة…. فأي الثقافات اقرب الينا كي يترجمها و يعرضها التلفزيون السوداني ، الدراما الافريقية التي تعيش حولنا ام الثقافة اليابانية الاسوية البعيدة كل البعد عنا بالرغم من اهميتها كثقافة انسانية الا ان ذوي القربي اهم واولي ، ولكن اولوياتنا دائما مقلوبة !!!!

يجب ان يخرج الانسان السوداني واعلامه من انكفاءته علي نفسه وعلي الثقافة العربية فقط ، الي رحاب الثقافات الانسانية الاخري وخاصة الثقافات الافريقية التي تحيط بنا احاطة السوار بالمعصم كما يجب ان يوسع التلفزيون القومي وبقية القنوات الفضائية المساحة الضيقة جدا جدا التي تخصصها للثقافات الافريقية حتي نوسع مداركنا عن الاقليم من حولنا …
بكل صدق هل نحن نحتقر افريقيا ام نجهلها ؟؟؟؟؟>

بقلم
سالم الأمين

Exit mobile version