تاركو للطيران .. المُفْتَرَى عليها ..!
«الشائعة الكاذبة هي الخبر الوحيد الذي يسهل أن تثيره، ويصعب جداً أن توقفه عند حده» .. مثل صيني ..!
«فلاي داماس» شركة طيران سورية خاصة، حصلت على الترخيص النهائي من «المؤسسة العامة للطيران المدني السوري» وحصلت على شهادة مشغل جوي سوري في منتصف شهر فبراير من العام 2015م، وتم إدراجها ضمن بيانات «اتحاد النقل الجوي الدولي» أواخر شهر نوفمبر الماضي، وهي تقوم بتسيير رحلات إلى عدة دول عربية، منها «العراق، الكويت، سلطنة عمان، الإمارات، تركيا، والسودان» .. قامت شركة «فلاي داماس» باستئجار إحدى الطائرات المملوكةلشركة تاركو للطيران ..!
التعاقد بين الشركتين يشمل – كما جرت العادة في هذا النوع من العقود –أن تتكفل شركة «تاركو للطيران» بكافة الخدمات الأرضية الخاصة بالطائرة المستأجرة، مثل تزويد الطائرة بالوقود الذي يتم بحسابات دقيقة وفقاً للمعايير الدولية .. وملء بيانات برنامج الرحلةوكافة العلومات الخاصة بها في الاستمارةالتابعة لهيئة الطيران المدني السوداني .. إلخ ..!
في إحدى رحلات شركة «فلاي داماس» المتجهة من الخرطوم إلى دمشق – قبل عدة أيام – وبعد أن أوفت شركة «تاركو للطيران» بكافة التزاماتها التعاقدية، وبعد أن قام قسم المراقبة الجوية في «هيئة الطيران المدني» بإرسال كافة المعلومات الخاصة بالرحلة إلى الجهات العالمية المعنية – كما تقتضي طبيعة العمل فيكل المطارات الدولية –انطلقت رحلةشركة «فلاي داماس» من الخرطوم إلى دمشق .. فما الذي حدث ..؟!
في السابق كانت رحلة الطائرة من الخرطوم إلى دمشق تمر عبر الأجواء السعودية، مروراً بالأجواء الأردنية،قبل أن تدخل الأجواء السورية، لكن حالة الحرب التي تعيشها سوريا تسببت في تغيير مسار الرحلات المتجهة من الخرطوم إلى دمشق، فأصبحت الطائرة تعبر الأجواء المصرية، فالبحر الأبيض المتوسط، ثم جزيرة قبرص، مروراً بالأجواء اللبنانية، قبل أن تدخل الأجواء السورية ..!
وقد كانت رحلة الطائرة تسير بصورة طبيعية وعلى نهجها المعتاد، إلى أن حلقت فوق أجواء جزيرة قبرص، وهناك لسبب غامض تماماً – لعله التباس إجرائي أو خطأ فني – خاطب الموظف المختص في «المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية»قائد الطائرة قائلاً: إنه لم يتسلم إذن العبور الخاص بالطائرة، علماً بأن إذن العبور هذا يتم استخراجه بناء على رقم الطيران».. اضطر قائد الطائرة إلى العودة، ومن ثم الهبوط في أقرب مطار سابق، والذي تصادف أنه كان مطار القاهرة، وهناك مكثت الطائرة لمدة ساعة وخمسين دقيقة، تزودت خلالها بالوقود اللازم لبقية الرحلة، باعتبار أن تغيير مسار الطائرة قبل بلوغ محطة الوصول لم يكن ضمن جدول الرحلة،وبالتالي فهو لم يكن ضمن حسابات الوقود ..!
قائد طائرة «فلاي داماس» اتصل بشركة «تاركو للطيران» مستوضحاً، فسلمته إدارة الشركة نسخة من مسار الرحلة، وأثبتت بذلك قانونية المستندات وسلامة الإجراءات، واستوجب الأمر – بعد ذلك – أن تستوضح شركة «فلاي داماس» القائمين على أمر «المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية»، وبحسب قوانين الملاحة الجوية بات بإمكان الشركة أن تقوم بمقاضاة المنظمة، وأن تطالبها بالتعويض العادلإذا لزم الأمر ..!
تلك التفاصيل الدقيقة هي الحقيقةالكاملةلحكاية الفبركة الإعلامية التي تورطت فيها بعض الصحف المصرية بعد أن تداولت الخبر على أساس أن رحلة الطائرة تتبع لشركة «تاركو للطيران»، وادعت أن وقودها شارفعلى النفاذ بشكل مفاجئ خلال عبورها الأجواء المصرية ..ثم تلقفت بعض الصحف السودانية ذات الخبر «المضروب»، وأعادت نشره والتعليق عليه، دونما استيثاق- أو بحث أو استقصاء -من معلومة باهظة الضرر، بالغة الأثر، تتجنى على «ناقل وطني»ظل على الدوام محل ثقة واحترام،وتشكك في جدارة «شركة طيران» محلية رائدة،بمواصفات عالمية، واعدة، لا ترضى منذ انطلاقتها بغير أعلى مراتبالانضباط والدقة والالتزام بديلاً ..!